الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حلف بالطلاق على أمر وفعله خطأ أو نسيانا

السؤال

شخص مبلتى بالوساوس والحلف بالطلاق ـ حديث النفس ـ ودائما يحس بالخوف ولا يرتاح إلا أن يستفتي أهل العلم الثقات حتى وإن كانت وساوس، لدي محل ألعاب للأطفال أسترزق الله فيه فحدثت نفسي وحلفت بالطلاق أن أبيع الطائرات النوع الجيد بخمسين ريالا كحد أدنى، لأنه لدي نوعان من نفس الشكل نوع جيد أبيعه كحد أدنى بخمسين، والنوع غير الجيد بخمسة وعشرين أو عشرين، ونظرا لتشابهها اختلط النوع الجيد بالنوع غير الجيد عن طريق الخطأ، ويشهد الله على ما أقول، فبعت بغير قصد النوع الجيد بسعر النوع غير الجيد ولو اكتشفت الخطأ في وقته لصححته ولكنني لم أكتشفه إلا في اليوم الثاني بالبحث عنها، فهل تنطبق علي قاعدة من حلف بالطلاق على فعل شيء معين وفعله بالخطأ أو النسيان، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ـ وكما قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرح الروض: لا يحنث ناس ليمينه وجاهل بأن ما أتى به هو المحلوف عليه، ومكره عليه في يمين الله تعالى وطلاق وعتق لخبر: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ـ رواه ابن ماجه وابن حبان والدارقطني والطبراني والبيهقي، وحسنه النووي ـ رحمه الله تعالى ـ فهل يقع الطلاق؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الأمر مجرد حديث نفس ولم تتلفظ بالطلاق فلم يقع الطلاق بما ذكرته سواء تعمدت هذا الأمر أو فعلته خطأ، وذلك لأن الطلاق لا يقع بمجرد النية، كما بيناه في الفتوى رقم: 48421.
أما إذا كنت تلفظت بيمين الطلاق بصوت ولم يكن الأمر مجرد حديث نفس فالجمهور على أن الطلاق يقع بحنثك في يمينك، وبعض أهل العلم يرى عدم الحنث بفعل المحلوف عليه خطأ، وانظر الفتوى رقم: 192663.

لكن إذا كنت تلفظت بيمين الطلاق بغير اختيار وإدراك، وإنما غلبت الوسوسة على عقلك فطلاقك غير معتبر، كما بيناه في الفتوى رقم: 102665.
والواجب عليك الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً والحذر من التمادي فيها، فإن عواقبها وخيمة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالشبكة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني