السؤال
نعلم أن الرجل إذا دخل الجنة فإنه يتزوج من الحور العين، والمرأة لو دخلت الجنة هل تتزوج بزوجها الذي كان بالدنيا أم تتزوج زوجا آخر ؟؟
آسف على سؤالي الغريب لكني أحب زوجتي، وأتمناها أن تكون معي في الجنة، وبعض الأحيان أخاف وأبكي أن تفارقني يوم القيامة.
وأنا يا فضيلة الشيخ صعب الفهم، فحبذا تلخصون لي لأني لا أفهم السند ( قال عباس عن محمد عن عن )
وجزيتم خيرا.
أسأل الله لكم الجنة يا فضيلة الشيخ.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة في الجنة تتمتع بالزواج فيها، فلا يوجد في الجنة أعزب، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما في الجنة عزب.
قال ابن منظور في لسان العرب: العزاب هم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء.
والمرأة تكون في الجنة لزوجها في الدنيا إذا دخل معها الجنة إذا كانت لم تتزوج إلا زوجا واحدا؛ لقوله تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ [الرعد:23]. ولقوله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ [الزخرف:70].
وقال ابن حجر الهيثمي في الزواجر: من ماتت في عصمة إنسان فهي له دون غيره، بخلاف من ماتت لا في عصمة أحد. اهـ.
أما إذا تزوجت المرأة أكثر من زوج، ودخل جميعهم الجنة، فالراجح أنها لآخر أزواجها؛ لما رواه البيهقي في سننه أن حذيفة قال لزوجته: إن شئت تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا؛ فلذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.
وصح في الحديث أن معاوية- رضي الله عنه- خطب أم الدرداء فأبت أن تتزوجه، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المرأة لآخر أزواجها. ولست أريد بأبي الدرداء بدلاً. وفي رواية: أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها. والقصة مخرجة في السلسلة الصحيحة.
وقيل: لأحسنهم خلقا. ودليل ذلك ما ورد عن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت يا رسول الله: المرأة تتزوج مرتين في الدنيا فيموتان وتموت فلمن تكون هي في الآخرة؟ قال: لأحسنهما خلقا يا أم سلمة، ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة. رواه الدارقطني. والله أعلم.