السؤال
قرأت بعضًا من فتاويكم حول الدعاء, وفهمت أنه لا مانع من الدعاء بغير الوارد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, طالما أن الصيغة لم يكن فيها ما يخالف مذهب أهل السنة, فما رأي فضيلتكم في الدعاء المسمى بدعاء السمات؟ ويمكنكم الاطلاع عليه كاملًا على الإنترنت, وهو معروف, ويبدأ بـ: "اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم الذي إذا دعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت،... وينتهي بـ: "يا عدتي عند كربتي، ويا غياثي عند شدتي، ويا وليي في نعمتي، ويا منجحي في حاجتي، ويا مفزعي في ورطتي، ويا منقذي من هلكتي، ويا كالئي في وحدتي، صلِّ على محمد وآل محمد، واغفر لي خطيئتي ويسر لي أمري، واجمع لي شملي, وأنجح لي طلبتي، وأصلح لي شأني، واكفني ما أهمني، واجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا, ولا تفرق بيني وبين العافية أبدًا ما أبقيتني، وعند وفاتي إذا توفيتني، يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد يا رب العالمين" فهل فيه ما يخالف الشرع لأنه فيه دعاء بوجه الله الكريم؟ ولا يجوز الدعاء به إلا لسؤال الجنة, وهل فيه مخالفات غير ذلك؟ وهل ما ورد فيه صحيح؟ وما الذي يجب حذفه منه حتى يكون موافقًا لمذهب أهل السنة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعتذر للسائل الكريم عن تصفح الدعاء المذكور، ونقول: قد بينا ضابط الدعاء بغير المأثور في الفتوى رقم: 132875 فليراجعها, وعلى ما جاء فيها فليس في ألفاظ الدعاء المذكورة بأس.
وما ذكرته من اشتمال الدعاء على السؤال بوجه الله تعالى: فقد روي النهي عن ذلك، ففي سنن أبي داود: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة.
قال في عون المعبود: إذ كل شيء أحقر دون عظمته تعالى, والتوسل بالعظيم في الحقير تحقير له. نعم, الجنة أعظم مطلب للإنسان، فصار التوسل به تعالى فيها مناسبًا.
وقال ابن عثيمين: اختلف في المراد بذلك على قولين: القول الأول: أن المراد: لا تسألوا أحدًا من المخلوقين بوجه الله، فإذا أردت أن تسأل أحدًا من المخلوقين، فلا تسأله بوجه الله؛ لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذن لا يسألون بوجه الله مطلقًا، ويظهر أن المؤلف يرى هذا الرأي في شرح الحديث؛ ولذلك ذكره بعد: باب لا يرد من سأل بالله.
القول الثاني: أنك إذا سألت الله، فإن سألت الجنة وما يستلزم دخولها، فلا حرج أن تسأل بوجه الله، وإن سألت شيئًا من أمور الدنيا، فلا تسأله بوجه الله؛ لأن وجه الله أعظم من أن يسأل به لشيء من أمور الدنيا.
ونحن من باب النصح والتوجيه نرى في مأثور الدعاء كفاية عما سواه, فالأخذ بما ثبت عمن هو أهل القدوة أولى وأدنى للإجابة من العدول إلى غير ذلك، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 52405 .
والله أعلم.