الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من كان يكفر عن يمينه بالصيام جهلا بوجوب الترتيب في الكفارة

السؤال

أثابكم الله, أنا شاب أبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا, كنت قد أقسمت عدة مرات, فصمت ثلاثة أيام عن كل يمين, وبعد ذلك تبين لي - وكنت لا أعلم قبل ذلك - أن الكفارة هي إطعام عشرة مساكين, أو كسوة عشرة مساكين, أو تحرير رقبة مؤمنة, فهل أطعم عن الأَيْمان السابقة؟ علمًا أني شاب لا أتقاضى راتبًا شهريًا, وعليّ أيمان أخرى, فهل أصوم أم ماذا أفعل؟ وهل أطعم عن الأَيْمان السابقة التي صمت عن كل منها أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت أنه تبين لك من وجوب ترتيب كفارة اليمين صحيح؛ فقد قال الله تعالى عنها: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}؛ ولذلك فإن كان صيامك قد وقع في وقت عندك فيه من المال ما يفضل عن حاجتك اليومية, وحاجة من تجب عليك نفقته مقدار ما تكفر به فصيامك غير مجزئ عن الكفارة، ولا بد من إعادتها بالإطعام أو الكسوة.

أما إذا كنت في ذلك الوقت لا تستطيع إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم: فإن ما فعلته من الصيام يكفي, وإذا كانت قد تجددت عليك كفارات أخرى فإنك تكفرها على النحو الذي ذكرناه.

وانظر الفتوى: 108008 وما أحيل عليه فيها, ولمعرفة كيفية كفارة الأيمان المتعددة انظر الفتويين التالية أرقامهما: 163179 155637.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني