السؤال
أنا شاب عندي 27 سنة، متزوج منذ 4 أشهر، ومشكلتي أن زوجتي دائما تجادلني ولا تقتنع برأي بسهولة وجريئة في الرد، وحينما أريد تعليمها شيئا ترد بأنها تعرف كل شيء، وكذلك في تعاملها مع أبي وأمي حيث نعيش سويا، وعندها بعض من الأنانية، وأنا مسافر عنها وأجلس 8 أشهر وأعود لها شهرا، فهل يحل لي طلاقها أم لا؟ فقد نصحتها كثيرا دون فائدة، ودائما تحاول أن تقنعني أنها على صواب وكذبت علي في بعض المواقف، صحيح أنها مواقف تافهة. ودائما يراودنا أنا وهي قرار الانفصال فى كثير من الوقت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطلاق إذا كان لحاجة كسوء خلق الزوجة، فهو مباح، قال ابن قدامة عند كلامه على أقسام الطلاق: والثالث: مباح وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها والتضرر بها من غير حصول الغرض بها. اهـ
لكن ينبغي ألا يصار إلى الطلاق إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، فالذي ننصحك به ألا تتعجل في طلاقها بل اصبر عليها واجتهد في استصلاحها بالوسائل المشروعة، وينبغي أن لا تنظر إلى الجانب السيء في صفات زوجتك وتغفل الجوانب الطيبة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِي مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.
قال النووي رحمه الله: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ، أَوْ جَمِيلَةٌ، أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. اهـ.
وللفائدة راجع الفتويين رقم: 128712، ورقم: 187925.
والله أعلم.