الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قال لزوجته: لو أطلت لسانك علي ثانية تكونين طالقا ـ ثم قال: طالق بالثلاثة

السؤال

أنا مصري أعمل في السعودية وأعيش مع أسرتي، رجعت إلى المنزل فوجدت زوجتي قد ضربت ابنتي ضربا شديدا مبرحا بحجة عدم مذاكرة الدروس، فغضبت عليها وقررت أن آخذ ابنتي إلى قسم الشرطة لتحرير محضر فيها، حيث تضرب البنات بعصبية وهي أمهم، فقالت لي بالنص ـ أنت عبيط ـ فلم أتمالك وبدأت أضربها، لأنها سليطة اللسان ولا أتمسك بها إلا من أجل تربية بناتي الثلاث وسط أب وأم وبعد ساعة قلت لها باللفظ: لو أطلت لسانك علي ثانية تكونين طالقا ـ ثم قلت لها في نفس الدقيقة طالق بالثلاثة أيضا، وللعلم فإنه لا توجد سوابق طلاق بيننا، فما هو الحكم لو حدث منها أي لفظ جارح في المستقبل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأكثر أهل العلم على أن الزوج إذا علّق طلاق زوجته على شرط فإنه إذا تحقق شرطه طلقت زوجته، سواء قصد الزوج إيقاع الطلاق أو قصد مجرد التهديد أو التأكيد أو المنع، وأن الطلاق بلفظ الثلاث يقع ثلاثاً، وهذا هو المفتى به عندنا، لكن بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى أن الزوج إذا لم يقصد إيقاع الطلاق، وإنما قصد بالتعليق التهديد أو التأكيد أو المنع فلا يقع الطلاق بحصول المعلق عليه، وإنما تلزمه كفارة يمين، وعند قصد الطلاق يرى أنّ الطلاق بلفظ الثلاث يقع واحدة، وانظر الفتوى رقم: 11592.

وعليه،؛ فالمفتى به عندنا أن زوجتك إذا تطاولت عليك بالكلام طلقت منك ثلاثا وبانت بينونة كبرى، وأما على قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فإن كنت لم تقصد تعليق الطلاق على تطاول زوجتك عليك، وإنما قصدت التأكيد والمنع فإنها إذا تطاولت عليك لم يقع عليها طلاق ولكن تلزمك كفارة يمين، وإن كنت قصدت تعليق الطلاق، فإنها إذا تطاولت عليك وقعت عليها طلقة واحدة، وإذا لم تكن طلقتها من قبل أكثر من طلقة فلك مراجعتها قبل انقضاء عدتها.

وما دامت المسألة محل خلاف بين أهل العلم فالأولى عرضها على المحكمة الشرعية أو على من تمكنك مشافهته من أهل العلم الموثوقين، واعلم أن الحلف المشروع يكون بالله تعالى، وأما الحلف بالطلاق: فهو من أيمان الفساق وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه، وانظر الفتوى رقم: 138777.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني