الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول قوله تعالى: وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى

السؤال

هل من الصحيح أنه لا يوجد في كتب النصارى واليهود أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى؟ أم أنه يوجد تفسير آخر لهذه الآية؟ وإن وجد سفر في كتبهم يقول إنهم الوحيدون الذين يدخلون الجنة، فهل هذا معناه أن القرآن أخطأ ـ حاشا كلام الله؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكتب التي بأيدي اليهود والنصارى لا يعتمد عليها في إثبات أمر ولا نفيه، لما دخل عليها من التحريف، ولم نعد محتاجين لها في الكلام على شيء ثبت في كلام رب العالمين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأما الآية: فهي على ظاهرها، فقد جاء في الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور، للدكتور المحقق حكمت بشير ياسين: أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية، قال: قال الله تعالى لليهود: إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ـ فلم يفعلوا حيث قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ـ وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه ـ فقال الله لهم ذلك. وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس ـ وذلك أنهم قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى {سورة البقرة: 111} وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه { سورة المائدة: 18} فقيل لهم: فتمنوا الموت إن كنتم صادقين. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني