الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف بالطلاق على أمر يظن صدقه فيه فتبين خطؤه

السؤال

كنت أتحدث مع خطيبي، وهو زوجي، عقدنا القران، وبقي وقت قبل أن يتم الفرح، وكان يقول وسط نقاش حاد: هاتف والدك مقفل، وأنا قلت بل مفتوح، هو قال مقفل، ثم قلت مفتوح، فقال: علي الطلاق مقفل، ثم تبين بعد ذلك عندما سألت والدي أن الهاتف لم يكن مغلقا ولكنه عندما كان يتصل قال لي بأنه كان يقول غير متاح؛ لذلك قال مقفل. فهل وقع الطلاق أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك قد حلف بالطلاق ظانا صدقه فيما حلف عليه، فالراجح –والله أعلم- أنه لا يحنث بظهور الأمر بخلاف ما حلف عليه.

ففي فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز –رحمه الله-: إذا طلّق الإنسان على شيء يعتقد أنه فعله، فإن الطلاق لا يقع، فإذا قال: عليه الطلاق أنه أرسل كذا وكذا ظانًّا معتقدًا أنه أرسله، ثم بان أنه ما أرسله، أو بان أنه ناقص، فالطلاق لا يقع في هذه الحال، هذا هو الصحيح من أقوال العلماء، وهكذا لو قال: عليّ الطلاق إن رأيت زيدًا، أو عليّ الطلاق إن زيدًا قد قدم، أو مات، وهو يظن ويعتقد أنه مصيب، ثم بان له أنه غلطان، وأن هذا الذي قدم أو مات، ليس هو الرجل الذي أخبر عنه، فإن طلاقه لا يقع لأنه في حكم اليمين اللاغية، يعني في حكم لغو اليمين، يعني ما تعمّد الباطل، إنما قال ذلك ظنًّا منه.
لكن ينبغي تنبيه الزوج بالبعد عن الحلف بالطلاق؛ فإنه من أيمان الفساق، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه.

وتراجع الفتوى رقم: 56669

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني