الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف ألا يشاهد مقاطع إباحية فنظر إلى عورة أحدهم وصور بنات

السؤال

حلفت على عدم مشاهدة المقاطع الإباحية في جوالي، لئلا أعمل العادة السرية، وبعد أشهر وصلني مقطع في مزح بعض الشباب وظهرت عورة أحدهم فنظرت إليها، فهل حنثت بهذا الفعل؟ وأيضا كنت أرى صورا لبنات في الفيس بوك؟ فهل حنثت بذلك أيضا؟ وإذا كنت لا أتذكر هل حلفت يمينا أم لا، فهل علي شيء؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نقول لك أولا: إن الواجب عليك مجاهدة النفس في سبيل الإقلاع عما صدر منك من محرمات، وعقد العزم القوي على عدم الوقوع فيها، وأن تكثر التوبة الاستغفار والدعاء، وفيما يتعلق بالعادة السرية نحيلك للتعرف على حكمها والتخلص منها إلى الفتوى رقم: 7170.

وراجع حكم مشاهدة الأفلام المحرمة في الفتويين رقم: 26411، ورقم: 25078 .

وبخصوص الحلف: فإن كنت قد شككت هل حلفت أم لا، فلا تلزمك كفارة على كل حال، لأن الأصل براءة الذمة، فلا تجب بالشك، جاء في الموسوعة الفقهية في موضوع الشك في اليمين: إما أن يكون الشك في أصل اليمين هل وقعت أو لا؟ كشكه في وقوع الحلف أو الحلف والحنث، فلا شيء على الشاك في هذه الصورة، لأن الأصل براءة الذمة، واليقين لا يزول بالشك. انتهى.

وكذلك على فرض أنك قد تيقنت الحلف، فإذا كانت نيتك عند الحلف هي عدم مشاهدة المقاطع الإباحية التي تمارس فيها الفاحشة فلا تحنث بفعل ما ذكرته من النظر إلى ذاك المقطع إن كان لا يعتبر إباحيا، أو رؤية صور بنات، لأن المرجع في الحنث في الحلف إلى نية الحالف، قال ابن قدامة في المغني: مَبْنَى الْيَمِينِ عَلَى نِيَّةِ الْحَالِفِ، فَإِذَا نَوَى بِيَمِينِهِ مَا يَحْتَمِلُهُ انْصَرَفَتْ يَمِينُهُ إلَيْهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا نَوَاهُ مُوَافِقًا لِظَاهِرِ اللَّفْظِ، أَوْ مُخَالِفًا لَهُ. انتهى.

وقال الشيخ خليل بن إسحاق المالكي في مختصره: وخصصت نية الحالف وقيدت. انتهى.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم: 35891.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني