الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لها شاب يعمل في أوروبا ولا تريد الهجرة فهل ترضى به زوجا

السؤال

أنا فتاة جزائرية أبلغ من العمر 31 سنة عزباء، والعزوبة لا تقلقني، لأنني ساتزوج حين يريد الله ويقدر، طلب مني الزواج شاب جزائري مقيم بإيطاليا، وإقامته هناك مؤقتة حسب ما قيل لي، لأنه هناك ليجمع المال وسيعود لبلاده، لكنني لا أحب العيش في بلاد أخرى ولا أريد الهجرة ولو لسنوات قليلة، لأنني قرأت أحاديث تحرم ذلك، من فضلكم أجيبوني وأرشدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن الزواج من الرزق، وأن المرء سيأتيه ما كتب له منه، ولكن هذا لا يعني أن لا يبذل المرء الأسباب، فلا بأس ولا حرج شرعا في أن تبحث المرأة أو وليها عن الزوج الصالح، وأن تعرض المرأة نفسها على من ترغب في زواجه منها في حدود أدب الشرع، كما سبق وبينا في الفتويين رقم: 18430، ورقم: 13770.

وإذا كان هذا الشاب صالحا، وعلمت ممن يعرفه من الثقات أنه صاحب دين وخلق فلا بأس بأن توافقي على الزواج منه، وإن كان سيترك ذلك البلد ويقيم في بلده بعد الزواج، فلا إشكال، وإن كان سيتزوج ويذهب ويتركك في بلدك ويعود لعمله هنالك فالأمر أهون، ومن حقك أن لا يغيب عنك أكثر من ستة أشهر إلا بإذنك، ويجوز لك أن تشترطي عليه قبل العقد أن لا يخرجك من بلدك، وإن وافق وجب عليه الوفاء، وانظري الفتويين رقم: 22429، ورقم: 1357.

وإن كان يرغب في الزواج منك وانتقالك معه إلى ذلك البلد، فإن الإقامة في بلاد الكفر لها خطورتها، وخاصة إذا رزق الأزواج أولادا، فهم أكثر عرضة للانحراف هنالك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 2007.

فنرى أن لا تتزوجيه في هذه الحالة والزمي الصبر، ولعل الله يبدلك من هو خير منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني