السؤال
أرجوكم أفيدوني قبل أن يقتلني التفكير، والحيرة، والحسرة، والندم.
كنت اليوم مع زملائي، وكنا نشاهد حفلة غنائية، وظهرت لقطات لنساء يرقصن, فأخذت الريموت، وقلت لهم: لا أستطيع أن أنظر أكثر. أنا أعرف ما هو دوائي، وغيرت القناة من القناة الغنائية إلى قناة القرآن الكريم (( ولا أدري والله هل نيتي الاستهزاء، أو كنت جادا و أرجوكم اعذروني فوالله حالتي النفسية حرجة للغاية )) وعندما وضعنا قناة القرآن الكريم كان القارئ يتلو من سورة النساء، فقلت أنا: (( حتى القارئ يقرأ سورة النساء ويذكرنا بهن ))
وسؤالي الآن : هل كفرت ؟
هل خرجت من الإسلام ؟
هل هذا استهزاء بالدين وبشعائره، ومن القرآن الكريم ؟
ولو كنت مرتدا بذلك, ما مصير حسناتي السابقة وسيئاتي ؟
هل حبط عملي أم حبط ثوابه فقط ؟
مع العلم أني نطقت الشهادتين، واستغفرت الله على ما فعلت.
أرجوكم أرجوكم أرجوكم, هذا الأمر يخص ديني فلا تبخلوا بالرد السريع، فوالله القلب يحترق، والعين تدمع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أحسنت صنعا بتغيير القناة ووضعها على قناة القرآن الكريم؛ لأن هذا من إزالة المنكر باليد, وقد كان يحرم عليك ابتداء سماع الحفلة الغنائية؛ لأنه لا يجوز الاستماع إلى آلات الملاهي.
وأما قولك عن القارئ إنه يذكرك بالنساء، فالذي يظهر أنك لم تقل ذلك استهزاء بسورة النساء، ولا بالقرآن. فلا تعتبر كافرا، ولكن احذر مستقبلا من مثل هذه الكلمات؛ فإن الرجل قد يتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى تهوي به في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، كما صح بذلك الخبر.
وما دمت قد استغفرت من تلك الكلمة، وندمت عليها فنرجو أن يكون في هذا خير لك؛ فإنها لو كانت كلمة عظيمة تستوجب التوبة فندمك توبة، وفي الحديث: الندم توبة. رواه أحمد. وفي الحديث الآخر: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه.
وننصحك أيضا بالبعد عن الوساوس في مثل هذه الأمور؛ فإنها تجر إلى شر كبير، وحرج شديد.
والله تعالى أعلم.