الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال لزوجته(علي الطلاق واليمين لن تجلسي وتأكلي مع أمي مرة أخرى) فأكلت

السؤال

وقعت زوجتي في خصام ومشاجرة لفظية مع أمي. فغضبت من زوجتي وقلت لها: (علي الطلاق واليمين) لن تجلسي مع أمي مرة أخرى، ولن تأكلي معها.علما بأننا نعيش مع أمي، وأبي ونأكل معهم. وفي نفس اليوم تصالحتا، وأكلتا سويا في اليوم التالي، وعادت الأمور لطبيعتها.
فهل بذلك علي طلقة؟ وهل علي كفارة يمين أو طلاق؟
ولكم جزيل التقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالجمهور على أن الحلف بالطلاق سواء أريد به الطلاق، أو أريد به التهديد، أو المنع، أو الحث، أو التأكيد، يقع به الطلاق عند الحنث وهذا هو المفتى به عندنا، لكن بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- يرى أنّ حكم الحلف بالطلاق الذي لا يقصد به تعليق الطلاق وإنما يراد به التهديد أو التأكيد على أمر، حكم اليمين بالله، فإذا وقع الحنث لزم الحالف كفارة يمين ولا يقع به طلاق؛ وانظر الفتوى رقم: 11592
وقولك : "علي الطلاق واليمين" الظاهر –والله أعلم- أنه حلف بالطلاق وحلف بالله؛ لأن العطف يقتضي المغايرة، واليمين إذا أطلقت تنصرف إلى اليمين بالله تعالى.
وعليه؛ فالمفتى به عندنا أن الطلاق قد وقع بجلوس زوجتك مع أمك وأكلها معها، وتلزمك كفارة يمين بالله تعالى، وهي مبينة في الفتوى رقم: 2022
وإن كنت لم تستكمل ثلاث تطليقات، فلك مراجعة زوجتك قبل انقضاء عدتها؛ ولمعرفة ما تحصل به الرجعة شرعا راجع الفتوى رقم: 54195
وننصحك بالامتناع عن الحلف بالطلاق مستقبلاً؛ فإنه من أيمان الفساق، والحلف المشروع هو الحلف بالله تعالى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني