الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعرض عن مجالسة المغتابين لغاية انتهائهم

السؤال

عندما أكون جالسا مع أهلي للغداء ويتكلمون في الغيبة ولا أستطيع أن أردها أقوم من مكاني وأسير ثم أرجع وأجلس، فهل فعلت ما عليَّ؟ وهل فعلي هذا صحيح؟ أم يجب عليَّ أن أقوم من المكان ولا أرجع إليه ثانيةً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للمسلم أن يجالس أصحاب المعاصي على معاصيهم، فقد قال الله عز وجل: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}.

وقد بينا حكم الجلوس مع المغتابين ووجوب إنكار المستطيع بمراتب الإنكار ومفارقة ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته، وانظر الفتوى رقم: 200675.

ولذلك، فإذا لم تستطع أن تنهى عن المنكر فما فعلت من مفارقة المجلس هو الصحيح، ولا ترجع إليه حتى يتركوا الغيبة.. ولا حرج عليك في الرجوع إلى المجلس إذا زال المنكر، جاء في مرقاة المفاتيح للملا قاري: قال الله عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ {الأنعام: 68}فَلَمْ يَنْهَ عَنْ مُجَالَسَتِهِمْ مُطْلَقًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني