الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلف على الكذب عند الخشية على النفس

السؤال

أعيش في بلد غير مستقر أمنيا وأتعرض فيه للموت كل يوم، ولغرض تكوين أسباب مقنعة للخروج من هذا البلد قمت بادعاء قصة تعرضي للخطر المباشر وقدمت شكوى ضد مجهولين لكي أحصل على أوراق رسمية صحيحة، وعند الإدلاء بشهادتي تفاجأت أن المحقق يقول لي ضع يدك على القرآن واحلف أنك تقول الحق، فاضطررت إلى الحلف، علما أنني لم أتهم أحدا ولم أقم بإيذاء أحدا بهذه الشكوى فما حكم ذلك في الشرع؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم عند المسلم أن الكذب حرام شرعا ومذموم طبعا ولا يجوز اللجوء إليه إلا في حالة الضرورة أو الحاجة الملحة التي لا يمكن دفعها بغيره، مثل: إنقاذ المسلم، أو ماله، أو نحو ذلك، فيباح في مثل هذه الأمور نظراً للمصلحة الراجحة.. كما نص على ذلك أهل العلم، وانظر الفتويين رقم: 7432، ورقم: 43279، وما أحيل عليه فيهما.

وعلى هذا، فلا حرج عليك ـ إن شاء الله تعالى ـ عند الخشية على نفسك.. فيما فعلت من الحلف على الكذب، وكان الأولى أن تستخدم التورية في هذه الحالة بحيث تأتي بكلام له معنيان: أحدهما ظاهر يفهمه السامع، والآخر خفي وهو مقصودك، وانظر الفتوى رقم: 4512.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني