الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التورية في اليمين

السؤال

وقعت في موقف محرج، وهو أنني كنت أصوّر أصدقائي وهم لا يعلمون، وكان ذلك بغرض المتعة، ولكنني عندما كنت أصوّرهم شكّوا بأنني أصورهم. فسألني أحدهم: (أعني أحد أصدقائي): هل تصوّرنا؟ فقلت لهم: والله لم أصوّر، والله لم أصوّر. ولكنني لم أقصد أن أكذب عليهم، حيث كانت نيتي أنني (لم أصوّركم إلّا هذا الفيديو في هذا اليوم).
فهل تجب عليّ كفارة يمين أم لا؟ وهل هذه يمين؟ وأريد معنى اليمين في اللغة.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في اليمين أنها على نية الحالف.

قال ابن قدامة في المغني: مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله، انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له. اهـ
ولذلك فإن كانت نيتك ما ذكرت من أنك لم تصورهم قبل هذه المرة، فإنه لا يلزمك شيء، وهذا من باب التورية، والمعاريض الجائزة، والتي فيها مندوحة عن الكذب، ومعناها أن يكون للّفظ معنيان: قريب يفهمه المخاطب، وبعيد يقصده المتكلم أو الحالف؛ وانظر الفتويين: 4512، 1126.

واليمين في اللغة لها عدة معان منها: القوة، والحلف، والجهة، والجارحة..

جاء في مختار الصحاح: و(الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ... وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ(أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني