الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بقوله تعالى: (وبنات خالك وبنات خالاتك)

السؤال

سؤالي بارك الله فيكم: هل للنبي صلى الله عليه وسلم أخوال, أي إخوان لآمنة بنت وهب ـ رضي الله عنها؟ لأنني عندما سألت قالوا لي إن سعدا ـ رضي الله عنه ـ ليس بخاله، بل سمي خالا للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه من قبيلة بني زهرة، وكذلك أم النبي صلى الله عليه وسلم آمنة ـ رضي الله عنها ـ من نفس القبيلة, وأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له أخوال إلا واحدا لم يدركه النبي صلى الله عليه وسلم وكان مستهزئا، وإذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أخوال، فكيف يقول الله جل جلاله في القرآن الكريم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ؟...{الأحزاب الآية: 50} وإذا كان له عليه الصلاة والسلام، فمن هم؟ أجيبوني بما يشفي صدري جزاكم الله الأجر والثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أخوال سوى خال واحد هو عبد يغوث، ولا نعلم له بنات، قال ابن حبان في الثقات: وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، ولم يكن لها أخ فيكون خالا للنبي صلى الله عليه وسلم إلا عبد يغوث بن وهب، ولكن بنو زهرة يقولون إنهم أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت منهم. اهـ.

وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: عبد يغوث بن وهب أخو آمنة، ولم يذكروا أن له بنات. اهـ.

وأما قوله تعالى: وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ... فالمراد بهم عشيرة أمه من بني زهرة، فإطلاق الخال والخالة على أقارب الأم القريبين والبعيدين شائع، قال الألوسي: والمراد ببنات خاله وبنات خالاته بنات بني زهرة ذكورهم وإناثهم، وإلى هذا ذهب الطبرسي في مجمع البيان ولم يذكر غيره، وإطلاق الأعمام والعمات على أقارب الشخص من جهة أبيه ذكوراً وإناثاً قربوا أو بعدوا، والأخوال والخالات على أقاربه من جهة أمه كذلك شائع في العرف كثير في الاستعمال. اهـ.

وأما سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ فهو من أبناء عم أم النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك دعاه النبي صلى الله عليه وسلم بخالي، كما سبق في الفتوى رقم: 97716.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني