الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تأخير الصلاة وإضاعة وقتها بسبب وساوس الطهارة

السؤال

أنا مبتلاة بالوسواس القهري، والتأخر في الخلاء، لدرجة أنه للأسف يمكن أن يضيع وقت الفرض مني.
وسؤالي هو أني مرة في الفجر دخلت الخلاء بعد الأذان بقليل، وللأسف تأخرت حتى بعد وقت الضحى بحوالي ثلث ساعة، فبعد لبسي وكنت سأفعل شيئا وأتوضأ، تذكرت أني عندما بدأت ألبس نزلت مياه- أظن- فلما فتشت وجدت رائحة يعني نجاسة -أظن- فدخلت وغيرت، واستنجيت لكن للأسف لم أدرك صلاة الفجر قبل الضحى.
فهل علي ذنب وربنا سيغضب علي؟ وماذا أفعل مع العلم أن تأخري في الخلاء بسبب شيئين وولله الحمد لله أحاول المجاهدة، ولكن فعليا أشعر أن الله سيغضب علي، وقلبي يحزن بسبب الفروض التي تضييع مني، ولكن ربي العالم بي.
وجزاكم ربي خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن استرسالك مع الوساوس هو الذي أدى بك إلى هذه الحال، فظفر الشيطان ببغيته منك، وأضاع عليك العبادة، وفوت عليك الصلاة وهو يوهمك أنك تحسنين صنعا.

فإذا كنت تريدين مرضاة الله تعالى، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس البتة، فإن هذا هو ما شرعه الله لك وأمرك به، فتجاهلي كل ما يلقيه الشيطان في قلبك من الوساوس، وافرغي من قضاء حاجتك بصورة عادية، ثم لا تلتفتي بعد هذا إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك من أنه ربما يكون قد خرج منك شيء، وقد حذرناك من الوساوس مرارا، ونبهناك على أنها من أعظم مسالك الشيطان في إبعاد العبد عن مصالحه، وإفساد دينه ودنياه. وأما ما وقع منك من تأخير الصلاة، فإن عليك أن تجتهدي في التوبة والاستغفار، فالله تعالى غفور رحيم، ثم لا تعودي إلى هذا الفعل مرة أخرى مهما وسوس لك الشيطان، وألقى في قلبك هذه الخواطر، وإذا فعلت هذا فسيرضى الله تعالى عنك بمنه وكرمه، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني