الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمين الطلاق لا ينعقد بمجرد حديث النفس

السؤال

أعاني معاناة والله العظيم ما قلتها إلا خوفا على ديني.
أنا صاحب تجارة، ومحل بسيط، أبحث عن الرزق الحلال.
آخذ أغراضي وأعرضها للبيع، تراودني أحاديث نفس أني حلفت بالطلاق ألا أبيعها بكذا وكذا، وتراودني أفكار: وإن بعتها بكذا وكذا فعلي الطلاق وهكذا. وإن أردت فعل شيء أحدث نفسي بعلي الطلاق، أو أحيانا مجرد فكرة برأسي، وحتى لم يكن هناك في الأصل طلاق، وإن فعلتها يخطر ببالي أنه وقع الطلاق في حالة الحنث.
المهم سؤالي بعد هذه المقدمة: ذهبت لصاحب محل ألعاب بالجملة، أردت أن آخذ منه كمية أغراض: ألعاب عبارة عن طائرات. فكان يقول لي القطعة- والله العالم- بعشرة، وأنا أقول له بـ 7 ريالات، وكانت نفسي تحدثني والأفكار برأسي ألا أشتريها بـ 8 أو لن أشتريها بأكثر من 8 نسيت ما كنت حدثت نفسي به، وما كان يدور من أفكار برأسي.
المهم لم نتفق، وبعد عدة شهور رجعنا نتفاوض مرة أخرى، فوافق الرجل على بيعها لي بمبلغ 7.5 ريال.
هل إن اشتريتها بهذا المبلغ أعد حانثا بغض النظر عن حديث النفس، وبغض النظر عن الشرط المشكوك فيه، ولا أعلم هل قلت: لن أشتريها إلا بـ 8 أو لن أشتريها بأكثر من 8. الآن وافق على بيعها لي بـ 7.5 فهل أشريها بذلك أم أشتريها بـ 8 ، مع العلم أني سألت شيخا وأفتاني بقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأنت أعلم بنيتك، ولا اطلاع لنا عليها لنفتيك بموجبها! ولكنا إذا احتكمنا إلى المنطق والمعقول، وطبائع الأشياء ففي مثل ذلك يحرص المشتري على تقليل الثمن ما استطاع، فيتوقع أن تكون قد حلفت ألا تشتريها بما يزيد عن ثمانية، وهذا هو الأقرب، لا أن تصر على شرائها بثمانية، بل يمكن تفسير حلفك ولو أطلقت بأنك تريد به ألا تزيد عن ذلك، فلو اشتريتها بأقل ما كنت حانثا، هذا الذي يظهر لي، ثم إن بقيت في نفسك ريبة بعد ذلك، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وأخرج كفارة يمين على سبيل الاحتياط، والله تعالى أعلى وأعلم.
مع العلم ووالله العظيم، ثم والله العظيم أعاني معاناة لا بعدها من هذه الأفكار. على سبيل المثال إن أردت بيع قطعة معينة، تراودني أفكار لن أبيعها إلا بكذا حتى وإن لم يكن هناك حلف بالطلاق، أضطر لبيعها بهذا المبلغ، أو أتركها حتى تصبح غير صالحة. وإن أردت شراء شيء تأتيني أفكار لن أشتريها إلا بكذا، وأحيانا أقول: هل حلفت؟ هل تلفظت؟ وأثناء الحنث يراودني وقتها الهم، الغم، والحزن.
فهل هذه وساوس؟ علما أن كلمة:" لن" تراودني شكوك أنها تقوم مقام الحلف بالطلاق بسبب هذه الأفكار، ومع أني لم أحلف أصلا، لكن وقت ما أقول: لن أفعل كذا وكذا، يخطر ببالي أنه حلف بالطلاق. هذا والله أعلم، وبارك الله فيكم جميعا.
هل الحل الوحيد الإعراض عنها وعدم الاستسلام لها أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأيمان الطلاق وغيرها لا تنعقد بمجرد حديث النفس دون تلفظ، وإذا حصل شك هل تلفظت بالحلف بالطلاق أم لم تتلفظ، فلا تلتفت إلى الشك، وعلى فرض أنك تلفظت بيمين الطلاق بسبب غلبة الوساوس، فلا يقع طلاقك ولا يلزمك شيء، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 56096
فالخلاصة أنّ الأمر كله وساوس لا يترتب عليه شيء، فأعرض عنها جملة وتفصيلاً؛ فإن عواقبها وخيمة، ومن أعظم ما يعينك على التخلص من الوساوس: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه، وكثرة الدعاء.

وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى أرقام: 39653، 103404،97944، 3086، 51601
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني