الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأويل قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها)

السؤال

هل معنى مستقر لها في قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها) هو قول ابن عباس في قوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان) أي: بمنازل وحساب لا يعدوان عنها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد من أهل العلم من نص على ذلك، وأقرب ما قيل لهذا المعنى ما قاله البقاعي في نظم الدرر: {والشمس} أي: التي سلخ النهار من الليل بغيبوبتها {تجري} ولما كان غيابها بالليل مثل سكون الإنسان في مبيته، وجعلها على خط قدر لسيرها كل يوم بتقدير لا زيغ فيه، ومنهاج لا يعوج، قال: {لمستقر} أي: عظيم {لها} وهو السير الذي لا تعدوه جنوبًا ولا شمالًا، ذاهبة وآيبة، وهي فيه مسرعة، بدليل التعبير باللام في موضع «إلى»، ويدل على هذا قراءة «لا مستقر لها» بل هي جارية أبدًا إلى انقراض الدنيا في موضع مكين محكم هو أهل للقرار. اهـ.

وهذه القراءة مروية عن ابن عباس، قال يحيى بن سلام في تفسيره: أشعث، عن مالك بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: والشمس تجري لا مستقر لها. اهـ.

وقال البغوي في تفسيره: روى عمرو بن دينار، عن ابن عباس .. اهـ. فذكر هذه القراءة.

وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقرأ ابن عباس، وابن مسعود، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وأبو جعفر، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد .. اهـ. فذكرها.

قال الماوردي في النكت والعيون: وتأويل هذه القراءة أنها تجري في الليل والنهار، ولا وقوف لها، ولا قرار. اهـ.

ومما يقوي هذا التفسير تذييل الآية بقوله سبحانه: ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس: 38]

قال أبو حيان في البحر المحيط: الإشارة بـ (ذلك) إلى جري الشمس: أي: ذلك الجري على ذلك التقدير والحساب الدقيق. اهـ.

وراجع الفتويين: 192953، 132984.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني