الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السب وحكم قول: هذا اليوم مقرف

السؤال

ما هو السب المحرم؟ وهل يجوز قول: "هذا اليوم مقرف"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنظن أن السائلة تعني بسؤالها سب الدهر، فإن كان كذلك: فقد سبق لنا بيان الفرق بين سب الدهر، وبين وصفه والإخبار عنه، وراجعي في ذلك أيًّا من الفتاوى التالي أرقامها: 131297، 172697، 163605.

ومنها يعرف الجواب على الشق الثاني من السؤال، وأنه لا حرج في ذلك: إن كان من باب الوصف، والخبر المحض، دون اللوم، كما في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ [فصلت: 16] وقوله سبحانه: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر: 19] .

وأما السب مطلقًا، بمعنى الشتم، فهو مشافهة الغير بما يكره، كالوصف بالحمق، أو الظلم، ونحو ذلك، قال الدسوقي: هو: كل كلام قبيح، وحينئذ فالقذف، والاستخفاف، وإلحاق النقص، كل ذلك داخل في السب. اهـ.

وأما حكمه، فالمستقرئ لصور السب يجد أنه تعتريه الأحكام الآتية:

أولًا: الحرمة: وهي أغلب أحكام السب.

وقد يكفر الساب، كالذي يسب الله تعالى، أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الملائكة.

ثانيًا: الكراهة: كسب الحمى.

ثالثًا: خلاف الأولى، وذلك إذا سب المشتوم شاتمه بقدر ما سبه به، عند بعض الفقهاء.

رابعًا: الجواز: نحو سب الأشرار، وسب الساب بقدر ما سب به عند أكثر الفقهاء. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني