الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفيده كلمة (الإنسان) في سورة العصر

السؤال

قال تعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر. ولم يقل إن الناس أو إن الإنس.
هل من نكتة بلاغية؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا لم نجد من نص على نكتة بلاغية في هذا، ولكنا ننبهك إلى أن كثيرا من المفسرين ذكروا أن كلمة الإنسان هنا مفرد دخلت عليه أل الجنسية، فيراد به العموم، وقد دل على العموم أنه استثني منه الذين آمنوا.

فقد قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: قوله تعالى: { والعصر إن الإنسان لفي خسر } هذه الآية الكريمة يدل ظاهرها على أن هذا المخبر عنه أنه في خسر، إنسان واحد بدليل إفراد لفظة الإنسان، واستثناؤه من ذلك الذين آمنوا وعملوا الصالحات يقتضي أنه ليس إنسانا واحدا. والجواب عن هذا هو أن لفظ الإنسان وإن كان واحدا، فالألف واللام للاستغراق يصير المفرد بسببهما صيغة عموم، وعليه فمعنى أن الإنسان أي أن كل إنسان لدلالة ( أل ) الاستغراقية على ذلك، والعلم عند الله تعالى. اهـ.
وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي {والعصر} قال: قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى: {إن الإنسان لفي خسر} قال: الناس كلهم، ثم استثنى فقال: {إلا الذين آمنوا} ثم لم يدعهم، وذاك حتى قال: {وعملوا الصالحات} ثم لم يدعهم، وذاك حتى قال: {وتواصوا بالحق} ثم لم يدعهم، وذاك حتى قال: {وتواصوا بالصبر} يشترط عليهم ... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني