الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحلف بالكذب لإصلاح ذات البين

السؤال

ما حكم الحلف بالكذب لإصلاح ذات البين، لأنهم لا يصدقونني إلا إذا حلفت لهم؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكذب من الذنوب العظيمة، والأخلاق الذميمة، وهو من صفات المنافقين التي وصفوا بها في القرآن الكريم والحديث النبوي، ويعظم إثمه ويزداد بشاعته إذا انضم إليه توكيده بالحلف بالله تعالى، كما قال عز وجل: وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {المجادلة:14}.

وإصلاح ذات البين عمل محمود مرغب فيه شرعا، ولكن لا يتوسل إليه إلا بوسيلة مشروعة، فإذا أمكن إصلاح ذات البين بدون الكذب، فلا يجوز الكذب بقصد إصلاحها، وإذا لم يمكن إلا بإخفاء شيء من الحقيقة وكان فسادها تترتب عليه مفسدة كبيرة، فحينئذ لا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ لكن كلما استطعت أن تعرض عن الكذب الصريح باستعمال التعريض والتورية وجب عليك، فرتب قبلها ـ إن استطعت ـ كلاماً يحتمل أمرين يظهر منه لهم خلاف المعنى الذي تبطنه، وما لا يتم إصلاح ذات البين إلا بالتصريح به كاذباً فصرِّح به، ولا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ وقد تكلمنا في هذه المسألة بزيادة تفصيل في الفتوى رقم: 100903، فيمكنك مراجعتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني