الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وعد الله ألا يفعل شيئا ففعله ناسياثم توقف عنه لما تذكر وعده

السؤال

في بعض الأحيان أتخيل أنني مع شخص، موجود في الواقع، وأحيانا يكون شخصا من خيالي، أي غير موجود في الواقع، أو أنني متزوجة وفي بعض الأحيان أنزعج من هذه الخيالات عندما أسترسل فيها، كأن أفكر في موضوع الجماع، أو شيء كهذا. ففي يوم قلت: والله يا رب أعدك أنني لن أتخيل هكذا أمرا، وأتذكر أنني قصدت بذلك الحلف أن لا أفكر في موضوع الجماع، وفي ذلك الشخص الموجود في الواقع؛ لأنني خشيت أن يوسوس لي الشيطان، وفعلا فقد توقفت عن ذلك، ولكنني في يوم تخيلت ذلك الشخص. وبعدها تذكرت أنني وعدت الله، فاستغفرت ولكنني خائفة من أنه تجب علي كفارة، وأنا حقا لا أتذكر هل كنت ناسية، أو أنني تخيلت بقصد، ولكنني أتذكر أنه عندما تذكرت أنني حلفت فقد صرفت بالي عنه، واستغفرت الله، ولكنني خائفة، فأنا لا أتذكر هل كنت متعمدة، أو كنت ناسية؟ وهل تجب علي كفارة لأجل ذلك؟
وأيضا أتذكر أنني حلفت، ووعدت الله ألا أتخيل أشياء عن الجماع، أو ذلك الشخص فقط، لكنني الآن أشعر بالشك هل حلفت فقط في ذلك أم بصفة عامة عن تلك الخيالات كلها التي أتخيلها، فأنا لا أتذكر، ولكن يقيني أكثر أنني فقط حلفت عن خيالات الجماع، وذلك الشخص فقط. فما حكم ذلك، مع العلم أنني أعاني من الوسواس، وأخشى كثيرا أن أكون قد أخلفت وعدي لله؟
وأيضا إذا كانت تجب علي الكفارة فأنا لا أستطيع إطعام مسكين، أو عتق رقبة. فهل علي أن أصوم ثلاثة أيام أو ما حكم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يعافيك من الوساوس، وأن يقيك شر نفسك، وقد ذكرنا بعض وسائل التغلب على الوساوس في الفتويين: 51601، 3086 . كما يمكنك الاستفادة من مراجعة قسم الاستشارات في الموقع.
وحسب ما ذكرت في سؤالك أنك عندما تذكرت أنك حلفت، قد صرفت بالك عنه، وأنك تذكرين أنك حلفت، ووعدت الله أن لا تتخيلي عن أشياء عن الجماع، أو ذلك الشخص فقط، فعلى ذلك لا تلزمك كفارة يمين؛ لأن فعل المحلوف على تركه نسيانا، لا يحنث به الحالف على الراجح، كما سبق في الفتويين: 118313 ، 133174.
ولا تلتفتي إلى الشكوك بشأن تعميم المحلوف عليه، أو كونك متعمدة؛ لأن ذلك لا يستقيم مع ما ذكرته سابقا، فالظاهر أنها من الوساوس والأوهام ولا حقيقة لها، لا سيما وأنت تعانين منها.

ثم إن اليقين لا يزول بالشك ولو من غير الموسوس.

وقد جاء في الموسوعة الفقهية في موضوع الشك في اليمين: إما أن يكون الشك في أصل اليمين هل وقعت أو لا، كشكه في وقوع الحلف، أو الحلف والحنث؟ فلا شيء على الشاك في هذه الصورة؛ لأن الأصل براءة الذمة، واليقين لا يزول بالشك. اهـ.

كما ننصحك بالاستمرار في مدافعة الخيالات المذكورة في السؤال عموما، سواء حلفت على تركها أم لم تحلفي، ولا سيما إذا كانت خيالات تتعلق بشخص معين فإن هذا لا يجوز؛ لما قد يجر إليه من مفاسد.

وانظري الفتوى رقم: 111167.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني