السؤال
عندي سؤال أرقني، وأتعب نفسيتي وهو: هل من الممكن أن يكون موت أخي الغالي بسبب عيني؟!
لأنه كان شخصا مميزا، ومحبوبا من الجميع، وكلنا نعجب به، فأصيب بالسرطان، وتوفي في عز شبابه.
كنا نقرأ عليه القرآن، وندعو له طوال فترة مرضه، كنت أرقيه بنفسي، وتوضأت مع غيري، واغتسل أخي منه.
لكن ما زال شعور الذنب يقتلني بأنني السبب؛ لأنني معجبة به، ولست وحدي بل كلنا، وأنا إذا أعجبني شيء دائما أقول: (ما شاء الله، تبارك الله).
أحيانا أقول لعله من حديثي عنه أمام زوجي، والناس جلبت له العين!
أريد أن أعرف هل من الممكن أن عيني قتلته حتى ولو دعوت له ورقيته بيدي؟!
هل من الممكن أن العين لا تزول حتى لو علم العائن بمرض المعين، ودعا له بالشفاء؟
وهل من الخطأ أن أمدح شخصا أمام الناس، وأبدي إعجابي به حتى ولو ذكرت الله وقلت (ما شاء الله)؟
كيف يعرف الشخص نفسه هل عينه حارة (أي تصيب) أو لا؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشعورك بالذنب لا وجه له، واتهام نفسك بأنك السبب في موت أخيك لا معنى له؛ إذ المسألة مجرد ظنون وأوهام، وليس كل معجب أو متحدث عن آخر بإعجاب عائنا، ولاسيما وأنت تحافظين على قول: (ما شاء الله تبارك الله) دائما إذا أعجبك شيء.
ثم إن كان أخوك شخصا مميزا، ويعجب به الجميع كما ذكرت، فلماذا تخصين نفسك بالتهمة؟!
وأما مسألة شفاء المعين بسبب دعاء العائن له بالشفاء، فليس بلازم، وحكمه حكم دعاء غيره من المسلمين. وإنما العلاج النبوي للوقاية من العين هو الدعاء بالبركة. وأما العلاج عند حصولها فيكون باغتسال العائن، أو وضوئه للمعين؛ وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 181733، 130553، 228778.
وأما مسألة مدح شخص أمام الناس وإبداء الإعجاب به، فهذا لا حرج فيه من حيث الأصل، ولكن ينبغي أن يقتصر هذا على من يحب له الخير ودوام النعمة، ويدعو له بالبركة؛ لأن كل ذي نعمة محسود، كما جاء في الحديث؛ وراجعي في ذلك الفتوى ذوات الأرقام التالية: 56174، 54514، 188405.
وراجعي في الجزئية الأخيرة من السؤال الفتوى رقم: 147177.
والله أعلم.