الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعراب قوله تعالى: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ

السؤال

قال تعالى: قالوا إن يسرق، فقد سرق أخ له من قبل.
جواب الشرط محذوف. فماذا تكون إذاً الفاء الداخلة على قد، وما محل جملة: فقد سرق أخ له من قبل، مع ذكر تقدير المحذوف، فهناك من قال إن الفاء جوابية، تعليلية، وليست رابطة لجواب الشرط.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن جواب الشرط مذكور في الآية وليس محذوفا؛ وهو "فقد سرق .." و"قد" من المواضع السبعة التي يجب فيها ربط جواب الشرط بالفاء، وقد جمعها بعضهم بقوله:

اسمية، طلبية، وبجامد * وبما، ولن، وبقد، وبالتنفيس.

والفاء فيها رابطة لجواب الشرط، والجملة في محل جزم جواب الشرط؛ هذا هو الظاهر كما جاء في إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش وغيره حيث قال: قالُوا: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ: إن: شرطية، ويسرق: فعل الشرط، والفاء: رابطة؛ لاقتران الجواب بقد، وسرق أخ: فعل وفاعل، والجملة في محل جزم جواب الشرط. اهـ.

ويمكن أن يعرب إعرابا آخر؛ فيقال: جواب الشرط محذوف، تقديره: إن يسرق -فلا تعجب- فقد أسرق أخ له من قبل، وتكون الفاء فيها تعليلية، أو سببية.. أي إن حصول مضمون الشرط كاشف عن كون مضمون الجزاء قد حصل قبل ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني