الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور العمل مع الإخلاص لا يضر

السؤال

لدي مشكلة: وهي أنني لا أرتاح وأخشع لله عندما أظن أن أحدا يستمع إلي، وخاصة في صلاة الجماعة، وحتى وأنا في البيت أدعو بمفردي يخيل لي أن أحدا وراء الباب يستمع إلي، وهذا يصرف قلبي عن الخشوع, أي إن المشكلة ليست في أنني أريد أن يسمعني أو أن يراني أحد وهذا رياء ـ والعياذ بالله ـ بل العكس تماما، لا أريد لأحد أن يستمع إلي، وفي نفس الوقت تراودني الأفكار أن أحدا يستمع إليك, فهل هذه أيضا وسوسة؟ وهل الأعمال السابقة من صلاة ودعاء باطلة باعتبار أنني لا أريد أحدا أن يسمعني كما ذكرت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا أيضا من الوسواس، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس ولا تسترسل معها، ولا تستجب لما يخيله الشيطان لك من أن أحدا يستمع إليك، ولا يضرك أن يستمع أحد إليك إذا أخلصت قصدك ونيتك لله تعالى، واعلم أن إخفاء العمل أولى من إظهاره وأدعى لقبوله، فاحرص على إخفاء طاعاتك ما أمكن دون وسوسة، أو استرسال مع الأوهام.

وأما أعمالك السابقة فصحيحة ـ إن شاء الله ـ لا يؤثر في صحتها ما ذكرت، وننبهك إلى أن من الأعمال ما يشرع إظهارها كصلاة الجماعة، فلا يشرع للشخص أن يصلي منفردا مثلا بحجة أنه يخشى الرياء، بل عليه أن يصلي في جماعة وأن يجتهد في تحصيل الإخلاص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني