السؤال
أنا فتاة أعاني من كثرة الإفرازات، وقد قرأت الكثير من الفتاوى عن المني والمذي والودي، ولكنني في حيرة من أمري، فغالبًا ما أستيقظ من نومي، ولا أذكر احتلامًا، وأجد إفرازات، فما الضابط الذي أحكم به تمامًا على أن الإفراز من المني؟ وهل يجب الغسل وهو لم يصل إلى الملابس؟ إذ إنني دائمًا لا أراه في الملابس، وقد كرهت النوم، وصار ينتابني الشك في عباداتي، تعبت والله، وعند ذهابي إلى التحفيظ أتوضأ لمس المصحف، وصلاة العصر من البيت، فهل تجب علي إعادة الوضوء حال دخول وقت صلاة العصر؟ فهذا سبب لي الإحراج لأنني لا أجد من يتوضأ غيري، وفي حالة نزول المذي، فهل يكفي الوضوء فقط؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإفرازات إنما تتميز بصفاتها المميزة لها، فما وجدت فيه صفة المني فتيقنت أنه المني الموجب للغسل، فحينئذ يلزمك أن تغتسلي.
ولا يجب عليك الاغتسال حتى تتيقني خروج المني، وصفات المني والعلامات المميزة له قد أوضحناها في فتاوى كثيرة، انظري منها الفتويين رقم: 128091، ورقم: 131658.
وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو غيره لم يلزمك الغسل، وإنما تتخيرين بين ما شككت فيه فتجعلين له حكم أحدها على ما نفتي به، وانظري الفتوى رقم: 158767.
والإفرازات العادية التي تخرج من فرج المرأة، والمعروفة برطوبات الفرج طاهرة على الراجح، ولكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.
وإذا توضأت في بيتك قبل العصر ثم دخل وقت العصر، فإن تيقنت أنه قد خرج منك شيء من هذه الإفرازات لزمك أن تعيدي الوضوء، ومع الشك لا يلزمك شيء، وإن كنت مصابة بسلس هذه الرطوبات كفاك أن تتوضئي بعد دخول وقت كل صلاة، وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، والوضوء عمل صالح، وقربة يتقرب بها إلى الله، وليس في فعله ما يبعث على الإحراج، بل إن تجديد الوضوء للصلاة مشروع ـ كما هو معلوم ـ فليس ثم حرج أصلًا في أن تعيدي وضوءك إذا انتقض، أو تتوضئي بعد دخول الوقت إن كان حكمك حكم صاحب السلس.
وأما المذي: فالواجب من خروجه تطهير ما أصاب البدن والثياب منه والوضوء، ولا يجب من خروجه الغسل.
والله أعلم.