الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى:"ولا تمدن عينيك إلى.." وبيان العلم المراد بقوله: "زدني علما"

السؤال

لماذا قال الله: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم)؟ وهل قوله تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا) يقصد به الزمن الماضي، أم تنطبق الآية على الوقت الحالي؟ وما العلم المقصود بذلك؟ وهل يراد بذلك كل العلوم، ويشملها كلها؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النهي في الآية الأولى قال فيه الشوكاني في تفسيره لتلك الآية: إن الله تعالى لما بين لرسوله صلى الله عليه سلم ما أنعم به عليه من هذه النعم الدينية، نفره عن اللذات العاجلة الزائلة، وأمره أن لا يطمح ببصره إلى زخارف الدنيا طموح رغبة فيها، وتمن لها ... اهـ.

وهذا النهي فيه إرشاد للمؤمنين بأنه لا ينبغي التطلع إلي ما عند الناس من متاع الحياة الدنيا؛ لأن ذلك مؤد إلى ازدراء نعمة الله على العبد، وتسخطه من القضاء والقدر؛ وقد يتعلق قلب البعض به؛ ولذا قال أهل العلم: انظر إلى من هو دونك في أمور الدنيا لتشكر نعم الله عليك، وانظر إلى من هو فوقك في العبادة لئلا يصيبك العجب بعبادتك، ولكي تزيد من الطاعات والقربات، وهو مأخوذ مما جاء في المسند، والسنن من قوله صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم.

وذكر الطبري في تفسيره أن عروة بن الزبير- رضي الله عنه- كان إذا رأى ما عند السلاطين، دخل داره، وذكر هذه الآية: ولا تمدن عينيك...الآية.

وأما عن العلم: فإن البشر علمهم قاصر في القديم والحديث، وهذا يشمل جميع العلوم والمعارف؛ وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس من قصة موسى والخضر - عليهما السلام -: .. فجاء عصفور، فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة في البحر، فقال الخضر لموسى: ما نقص علمي وعلمك من علم الله، إلا كنقرة هذا العصفور في البحر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني