السؤال
أنا من أشد المعجبين بموقعكم، وأزوره يوميا للاطلاع على الفتاوى، فجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من نفع للأمة الإسلامية.
أما سؤالي فهو: أنا فتاة في ال 13 من العمر، وهناك سؤال طالما دار في ذهني: هل يجب على الحائض الفطر في رمضان أم إنها مجرد إجازة لمن تتعب؟
فحين يأتيني العذر الشرعي، لا أشعر بالتعب إطلاقا -ولله الحمد-، وفي رمضان صمت معظم الأيام حتى التي كنت معذورة فيها، وكان أول رمضان يأتيني العذر فيه، وقد فعلت ذلك لسببين: أولهما أنني لا أتعب عندما يأتيني العذر الشرعي -كما ذكرت سابقا -والآخر أنه من الصعب أن أصوم، فأنا للأسف لم أكن أصوم أيا من النوافل -عدا عرفة، وعاشوراء -وسيكون غريبا جدا أن أصوم فجأة، حيث إن لدي أخوين أصغر مني.
فهل يجب علي قضاء الأيام التي صمتها وكنت معذورة أم لا؟
أعتذر عن الإطالة، وأرجو أن يكون سؤالي واضحا.
جزاكم الله خيرا، وجمعنا وإياكم في جنان الفردوس.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالحائض يحرم عليها الصيام، وتأثم إن أمسكت عن المفطرات بنية الصيام, وليس الأمر مجرد رخصة إن شاءت صامت وإن شاءت أفطرت, وهذا لا خلاف فيه بين العلماء.
قال النووي - رحمه الله -: لَا يَصِحُّ صَوْمُ الْحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ، وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِمَا, وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمَا، وَيَجِبُ قَضَاؤُهُ، وَهَذَا كُلُّهُ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَمْسَكَتْ لَا بِنِيَّةِ الصَّوْمِ لم تأثم، وإنما تأثم إذَا نَوَتْهُ، وَإِنْ كَانَ لَا يَنْعَقِدُ. اهـ.
إذا تبين هذا، فيحرم عليك أيتها السائلة أن تصومي في رمضان إذا جاءك الحيض, ولا يجوز لك أن تعتدي بالأيام التي صمتيها وأنت حائض، ويجب عليك قضاؤها, وليس ما ذكرت عذرا في ترك القضاء، وكل نساء المسلمين يقضين ما أفطرن من رمضان بسبب العذر الشرعي بلا حرج، ولا غضاضة عليهن في ذلك، بل التحرج من القضاء بسبب هذا، يعتبر خجلا مذموما؛ وانظري للأهمية الفتوى رقم: 187773 .
والله أعلم.