السؤال
سمعت شخصا يقول في صورة نشيد إن " الله باق، ويبقى مُلكَهُ، وسُلطانهُ باق، ويفنى كُلُ ذي سُلطان "
فهل يجوز أن نقول على ملك الله وسلطانه أنهما باقيان ولا فناء لهما. أليس الملك والسلطان من مخلوقات الله؟ أم هما مرتبطان بذات الله تعالى؟
أرجو التوضيح حيث إن الأمر ملتبس عليَّ.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الملك صفة ثابتة لله تعالى، قال الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني في كتابه أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة في شرحه لاسم الله تعالى المَلك : الملك اسم يدل على ذات الله، وعلى صفة المُلك بدلالة المطابقة. انتهى. وسلطانه من صفاته تعالى، فقد قال الشيخ علوي السقاف في كتاب صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة: والسُّلطان صفةٌ من صفاته، يستعيذ الإنسان بها، كما يستعيذ بالله وبسائر صفاته، وهذا ثابتٌ في الحديث الصحيح. الدليل: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه كان إذا دخل المسجد يقول : ((أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم000)). رواه أبو داود. انتهى .
وصفاته تعالى لا تفنى وهي غير مخلوقة، كما قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وله الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، تعالى أن تكون صفاته مخلوقة، وأسماؤه محدثة. اهـ
فالله سبحانه وتعالى لا يفنى ملكه وسلطانه، وأما غيره فهو وما عنده فيفنى ، قال تعالى :.. كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {القصص:88}، ،وقال : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ {الرحمن :26 ،27}، وقال سبحانه : مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:96}،
والله أعلم.