الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم طلب الشفاعة من رسول الله؟ وهل التوسل له حكم الشفاعة؟

السؤال

ما حكم طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما حكم ترك طلبها خروجًا من الشبهة، مع عدم اعتقادي أن هذا من الشرك الأكبر؟ وهل الذي يطلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: إن عنده أدلة على ذلك، وهو مقتنع ومات على ذلك يعد جاهلًا؟ وهل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم له حكم الشفاعة؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الفتوى رقم: 73368، وتجد فيها أن طلب الشفاعة في الدنيا يعتبر توسلًا، بخلاف طلب شفاعته في الآخرة. ولمعرفة حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم انظر الفتوى رقم: 58306.

وقد يكون هذا الشخص معذورًا بجهله، لا سيما مع ادعائه أن عنده أدلة ـ غالبًا ما هي إلا شبهات فاسدة ـ ، قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الرد على البكري: فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدًا من الأموات: لا الأنبياء، ولا الصالحين، ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة، ولا بغيرها، ولا بلفظ الاستعاذة، ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت، ولا لغير ميت، ونحو ذلك، بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله، لكن لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مما يخالفه. انتهى.

وأما عدم اعتقادك أنه شرك أكبر، فليس كل استشفاع شركًا أكبر، بل فيه تفصيل بيناه بالفتوى رقم: 160231، وتوابعها. وراجع كذلك الفتوى رقم: 172789.

ونوصيك بأن تحرص على التعلم، خصوصًا علم التوحيد؛ إذ بتعلمه ينجو الإنسان من الوقوع في زلل الشرك - بإذن الله تعالى -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني