السؤال
أحيانا تشتد علي الغازات، وأتوضأ وأصلي بصعوبة، توضأت لصلاة العصر وصليت، ولكن أظن أني من أول سجدة لما أردت أن أسجد، وجدت أني أضغط على بطني، والغازات ستخرج. فقررت أن أصلي بشكل عادي، ولكن أسجد وأنا جالسة وأحني ظهري، أو رأسي فقط، ولكني فكرت في طريقة أنزل بها وأسجد بشكل صحيح، لكن خشيت أن تخرج الغازات. وبعد الصلاة جربت الطريقة فوجدتها تفيد قليلا.
فهل أعيد الصلاة؟
وأيضا لما تحدث لي هذه الحالة في الركوع لا أنحني كليا، وإنما شبه انحناء حتى لا أضغط على بطني فتخرج غازات.
فهل هذا يجوز؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصلاة مع مدافعة البول، أو الغائط وما في معناهما كالريح، منهي عنها عموما. وانظري الفتويين: 127693 ، 129981.
فإن كان هناك وقت يخف فيه اشتداد الغازات، بحيث تستطيعين فعل الصلاة بركوع وسجود صحيحين، مع المحافظة على شرط الطهارة، فعليك أن تتحري فعل الصلاة فيه.
وإن كان انفلات الغازات يلحقك عند الركوع والسجود خاصة، فقد اختلف العلماء في ذلك، فمنهم من ذهب إلى تقديم شرط الصلاة على ركنها، فقال بالصلاة إيماء للمحافظة على شرط الطهارة من الحدث، ومنهم من ذهب إلى وجوب الركوع والسجود حينئذ؛ لأن الركوع والسجود لا بدل لهما، بخلاف القيام؛ فإن له بدلا، وهو القعود. وانظري الفتوى رقم: 250369.
وعلى كلا القولين فحيث إنك قد اهتديت إلى طريقة تتمكنين بها من السجود الكامل بطهارة صحيحة، فتلزمك إعادة الصلاة التي صليتها بالإيماء؛ لتبين أنك لم تكوني معذورة في ترك السجود الكامل، ولا عبرة بالظن الذي بان خطؤه.
وبخصوص اكتفائك بالانحناء في الركوع، ففيه تفصيل، فإن كنت تنحنين بحيث يمكنك أن تمسي ركبيتك بيديك، فصلاتك صحيحة. وانظري الفتويين: 250444 ، 77103
أما إن كان انحناؤك أقل من ذلك، فلا يجزئ عن الركوع، وحينئذ يكون الحكم على الخلاف السابق بيانه.
وأما إن كان انفلات الغازات لا يختص بالركوع والسجود، وإنما كان مستغرقا للوقت بحيث لا تجدين وقتا محددا تستطيعين فيه إيقاع الصلاة بطهارة صحيحة، فيلزمك الإتيان بالركوع والسجود على الوجه الصحيح، وحينئذ تأخذين حكم صاحب السلس، وهو أن تتوضئي لوقت كل صلاة، وتصلي ما شئت من فرض ونفل، ولا تبالي بما خرج من الريح أثناء الوقت. وانظري الفتويين: 119395، 136434 .
ثم إن هذا كله باعتبار أن ما ورد في السؤال حقيقة، أما إن كان ذلك مجرد وساوس لا حقيقة لها، فعليك بالإعراض والتلهي عنها.
ولمزيد الفائدة عن وسائل التغلب على الوساوس راجعي الفتويين: 51601 ، 3086.
كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.