الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جمع أكثر من صلاة بوضوء واحد للمصابة بالإفرازات الدائمة

السؤال

أنا امرأة أعاني من الإفرازات الدائمة من المهبل، أحيانا اعتيادية، وأحيانا بسبب التهابات في المهبل؛ ولأنني أعمل، أتوضأ لصلاة الظهر، وأضع الكلينكس (منديل)، أو القطن لمنع نزول هذه الإفرازات للخارج، وأصلي العصر بنفس الوضوء، وأفعل مثل ذلك في صلاة المغرب، والعشاء، وأحيانا أستيقظ قبل الفجر بساعتين، أو وقت أقل. المهم أن وقت الفجر لم يدخل، فأتوضأ، وأصلي، وأجلس لانتظار الفجر من دون إعادة الوضوء، فقط أتوضأ، وأضع قطن أو كلينكس لمنع نزول الإفرازات.
فهل يجوز ذلك؛ لأن الوضوء لكل وقت فيه مشقة كبيرة، خصوصا عند الخروج، فأنا عند الخروج أتوضأ وأخرج، فإذا دخل وقت الصلاة صليت بوضوئي ذلك، ولا أعيد الوضوء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه الإفرازات ناقضة للوضوء في قول عامة أهل العلم، وإن كانت طاهرة، فلا يجب الاستنجاء منها؛ ولتنظر الفتوى رقم: 110928.

ثم إن الوضوء ينتقض بخروج هذه الإفرازات إلى ظاهر الفرج، وهو ما يظهر عند قعود المرأة لحاجتها، ولا يشترط خروج الإفرازات إلى خارج الفرج تماما، ومن ثم فإن وضعك منديلا أو نحوه، لا يمنع انتقاض الوضوء إذا كانت الإفرازات تخرج إلى الفرج الظاهر؛ وانظري الفتوى رقم: 220876.

ثم إن كنت مصابة بالسلس، بحيث كان خروج هذه الإفرازات لا يتوقف مدة تسع فعل الطهارة، والصلاة كما قد يفهم من سؤالك، فالواجب عليك عند الجمهور أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت؛ ولبيان ضابط الإصابة بالسلس انظري الفتوى رقم: 119395. ومذهب المالكية أن الوضوء لا يلزم صاحب السلس لكل صلاة، بل يجزئه وضوؤه ما لم يحدث، وهذا القول له قوة واتجاه، ولا حرج عليك في العمل به عند الحاجة؛ وانظري الفتوى رقم: 141250.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني