السؤال
هل تسقط عن الإنسان الكبائر بالحج والعمرة والتوبة النصوح ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يُخلِّص الإنسان من كبائر الذنوب إلا التوبة المستوفية لشروطها، فالتوبة هي وحدها تجبُّ ما قبلها من الذنوب.. من صغائر الذنوب وكبائرها حتى الشرك بالله الذي هو أكبر الكبائر على الإطلاق، لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68-69-70].
وقال سبحانه وتعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
لكن يشترط في التوبة أن تكون نصوحاً، ولا تكون نصوحاً إلا إذا توفرت فيها ثلاثة شروط:
الأول: أن يقلع المذنب عن الذنب، والثاني: أن يندم على فعله، والثالث: أن يعزم على أن لا يعود، ويزاد شرط رابع: إذا كان الذنب فيما يتعلق بحقوق المخلوقين فلا بد من إرجاعه إن كان عينياً، أو الاستبراء منه إذا كان معنوياً كالغيبة والنميمة وما شابهها.
وأما الحج أو العمرة فلا يسقطان الكبائر إلا إن اعتمر أو حج تائباً من جميع الكبائر، فيكفر عنه ما تاب منه ولو كان كبيراً، لما روى مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.
فإذا كانت الصلاة وهي أعظم شأناً في الإسلام من الحج لا تكفر الصغائر إلا باجتناب الكبائر والتوبة منها فمن باب أولى الحج أو العمرة، وتراجع الفتوى رقم:
3000 - والفتوى رقم: 23953.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني