السؤال
أين هم سلالة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ وكيف نتعرف عليهم؟ وما واجبنا نحوهم؟
وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن آل النبي -صلى الله عليه وسلم- هم بنو هاشم، وبنو المطلب، ويدخل فيهم أزواجه، كما سبق بيانه مفصلا في الفتوى: 9121.
وفي زماننا منهم كثيرون معروفون لدى النسابين، وهم متفرقون في البلاد، وكثير من هؤلاء لديهم شجرة نسب تثبت انتسابهم إلى أهل البيت. ورجع الفتوى: 98292.
وقال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله في الشرح الممتع: إذا قال قائل: هل هؤلاء موجودون؟ أعني بني هاشم والمطلب؟ قلنا: نعم موجودون، وقد ذكروا أن مِنْ أثبت الناس نسبًا لبني هاشم، ملوك اليمن الأئمة، الذين انتهى ملكهم بثورة الجمهوريين عليهم قريبًا، فهم منذ أكثر من ألف سنة متولون على اليمن، ونسبهم مشهور معروف بأنهم من بني هاشم، ويوجد ناس كثيرون أيضًا ينتمون إلى بني هاشم. انتهى.
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في كتاب إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل:
وذُرِّيَات النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- منهم من انقطع النَّسْلْ، وهم أولاده -صلى الله عليه وسلم- وأولاد بناته الذين انقَطَعَ نسلهم.
- ومنهم من بَقِيَ نسله إلى اليوم وهم الذين يُسَمَّونَ بآل البيت.
وآل البيت الموجود الآن في الغالب من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب، ومنهم القليل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب.
ومن ينتَسِبُ إلى الحسين، أو إلى الحسن، فإنَّهُ في الغالب عندهم صكوك نسبة يَسْرِدُونَ فيها النِّسَبْ إلى الحسن، أو الحسين، يعني إلى علي بن أبي طالب، وإلى فاطمة الزهراء. انتهى
وآل البيت لهم حقوق، منها: محبتهم، ونصرتهم، وإكرامهم، والصلاة عليهم في التشهد الأخير، كما أمر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيقول المصلي: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...
لكن ليُعلم أن هذا الباب قد كثرت فيه الدعاوى، حتى صار الانتساب إلى آل البيت وسيلة لخداع المسلمين، والكيد لهم. كما حصل من العبيديين المنتسبين زورًا إلى فاطمة -رضي الله عنها- وهم مجوس زنادقة.
ومدار الفضل كله على التقوى والعمل الصالح، فمن كان كافرا، أو كان فاجرا، فلن يغني عنه شرف نسبه شيئا، فمن بطَّأ به عمله، لم يسرع به نَسَبه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة -رضي الله عنها- ولصفية وللعباس: يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا. متفق عليه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني