الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنسان مخلوق من ماء الرجل والمرأة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالإخوه في المركز أرجو إفادتي من هو أصل الاتصال الأب أم الأم أي الأصل في الحياة ؟ وبارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الإنسان مخلوق من ماء الرجل والمرأة، كما قال الله عز وجل: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [الطارق].
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير: أراد الله سبحانه وتعالى ماء الرجل والمرأة لأن الإنسان مخلوق منهما، لكن جعلهما ماء واحد لامتزاجهما.... والولد لا يكون إلا من الماءين. انتهى
وقال القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى [الحجرات:13]، ذهب قوم من الأوائل إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم المرأة ويستمد من الدم الذي يكون فيه، واحتجوا بقوله تعالى: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ [المرسلات:20]، وبقوله تعالى: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى [القيامة:37]، فدل على أن الخلق من ماء واحد، والصحيح أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة لهذه الآية، فإنها نص لا يحتمل التأويل، وقوله تعالى: خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [الطارق]، والمراد أصلاب الرجال وترائب النساء على ما سيأتي بيانه، وأما ما احتجوا به فليس فيه أكثر من أن الله تعالى ذكر خلق الإنسان من الماء والسلالة والنطفة ولم يضفها إلى أحد الأبوين دون الآخر، فدل على أن الماء والسلالة لهما والنطفة منهما بدلالة ما ذكرنا، وبأن المرأة تمني كما يمني الرجل، وعن ذلك يكون الشبه. انتهى
وما دل عليه الشرع هو ما أطبق عليه العلم الحديث.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني