الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لحوق الإثم للحالف بغير الله

السؤال

يا شيخ: كنت أنصح أبي، وأقول له إن الحلف بغير الله شرك، ومن ثم أحدثه عن خطر الشرك، وكنت أعطي حججا، وأقنعه، وخفت أن يكون غير مهتم لما أقول؛ لأنه يظن أن الشرك هو السجود للأصنام فقط، فحاولت بكل جهدي الإقناع، وإن شاء الله أسأل ربي أن أكون قد أقنعته، ولكن في حديثي قلت لأبي: اعلم أن الشيطان يقول لك لا تصدقها، قد تكون لا تدري، وأنت لست مشركا، لا تهتم. فقلت له: لا تحلف بغير الله، وذلك على مسؤوليتي، ولكن نسيت ما الذي قلته بالضبط، قد يكون سوء تركيب للجملة، أو معنى لا أدري كيف؟ والمشكلة أني قلت على مسؤوليتي، لكن كل قصدي كان أن لا تستمع لما قاله الشيطان، وأن الحلف بغير الله شرك، واسمع كلامي، وعلى مسؤوليتي فاتبعني، ولا تحلف إلا بالله، وذلك على مسؤوليتي، لكن وسوسة، فخفت إذا حلف أبي بغير الله أن أقع في الذنب. لا أدري كيف؟ لكن متحيرة، فإني أخاف عذاب الله.
ماذا أفعل؟
ثم قلت له بعد أن وسوست أنا بريئة، ولست مسؤولة إذا حلفت بغير الله.
ما حكمي؟
أجيبوني . أنا أخاف على ديني.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فظاهر من أسئلتك أيتها الأخت أنك تعانين من فرط الوسوسة، فنسأل الله لك العافية، وما ذكرته في سؤالك هذا هو من قبيل الوسوسة، وآثارها النكدة، ولا ريب في أنه ليس عليك شيء البتة في ما قلته لأبيك، ولا يلحقك إثم إذا حلف أبوك بغير الله.

والذي ينبغي لك: هو الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها.
وراجعي للفائدة حول علاج الوسواس الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني