السؤال
أحسن الله إليكم.
ذكرتم في فتاواكم أنه يصح قولنا "إلا رسول الله"، ولكن اعترض علي أحد الإخوة أن الاستثناء هنا منقطع، ويقول هذه العبارة أفتى غير واحد من العلماء بعدم صحتها، ولا ينظر للنية هاهنا؛ لأننا لو حاكمنا الناس إلى نواياهم في كل الأمور لسمحنا لهم بالابتداع في دين الله بناء على حسن نواياهم، واعتراضه بناء على جهة المعنى التي ذكرتموها، إن صاحب المقولة لا يعني بها أن من عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبيين والصالحين وغيرهم لا يهمنا أمرهم أو يسعنا السكوت عن حقهم.
فما ردكم؟ حفظكم الله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكلام المحتمل إذا ذاع وانتشر، وكان له محمل قريب صحيح، لا ينبغي التسرع في الحكم بحرمته، ولا حمله على وجه فاسد، دون مراعاة للمقاصد والمعاني الصحيحة التي يحتملها وتتبادر إلى الذهن منه! ولا سيما واللغة العربية باتساعها وتنوع فنون التعبير فيها، جاءت بمثل هذه الأساليب، كما في قولهم: (لا كريم إلا يوسف) لا يقصدون بذلك نفي الكرم عن من سواه! قال الباجي في (المنتقى): ولهذا يقال: لا كريم إلا يوسف. ولم يرد به نفي الكرم عن غيره، وإنما يريد به إثبات مزية له في الكرم، وكذلك قولهم: لا سيف إلا ذو الفقار. ولا شجاع إلا علي. وما جرى مجرى ذلك. اهـ.
وهذا هو المعنى الذي حملنا عليه هذه العبارة، وهو الذي يتبادر إلى أذهاننا منها، كما سبق في الفتوى رقم: 123964. وأما أن يتكلم بها أحد، ويعني بها أن من عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعنينا شأنه، ويسعنا السكوت عن الإساءة إليه، فهذا ما لا نعتقد أنه مراد المتكلم ومن يرفع هذا الشعار.
والله أعلم.