السؤال
أحد فاعلي الخير، لديه الرغبة في بناء مسجد في إندونيسيا. وأبديت له استعدادي للسفر إلى هناك لإمامة الناس، والأذان، وعمل حلقة تحفيظ قرآن للرجال، وتعليم اللغة العربية. وزوجتي لتحفيظ القرآن للنساء. ولكن تواجهني مشكلة، وهي أني ولله الحمد ملتزم، ولكنني لست حافظاً للقرآن، ولم أدرس من قبل على يد شيخ، وإنما أحضر المحاضرات، والدروس التي تقام في المسجد لدينا، ولدي إلمام بأمور الدين.
فبماذا تنصحونني، علماً بأنني أرغب في السفر إلى هناك للبعد عن ملهيات الدنيا، والدعوة إلى الله فيما تبقى من أعمارنا؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير، ورغبة فيه، وإذا كنت تريد التصدي لهذا الأمر الجليل، وهو الدعوة إلى الله تعالى، فاحرص أولا على الإخلاص لله تعالى، وأن يكون مرادك هو وجهه سبحانه لا شريك له، وعليك أن تتسلح بالعلم النافع، الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحبذا لو بحثت عن شيخ متقن يدرسك ما تحتاج إليه من علوم الشريعة، وأكثر القراءة في كتب العلماء الموثوقين من علماء أهل السنة، وبخاصة كتب وفتاوى العلامتين ابن باز، وابن عثيمين -رحمهما الله تعالى- ففيها -إن شاء الله- خير كثير، مع سهولة الأسلوب، وسلاسة العرض. واجتهد في حفظ ما تيسر من القرآن؛ فإن في ذلك خيرا كثيرا، وفي الصحيح من حديث عثمان -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن، وعلَّمه.
وشرط التصدر للدعوة، وتعليم الناس: ألا تقول إلا بما تعلم، ولا تستنكف أن تقول لما لا تعلمه، الله أعلم. فإن الجرأة على الفتيا، والكلام في الدين بغير علم، من أعظم عقبات هذا الطريق، وهي من الكبائر الموجبة لسخط الله تعالى، فاحذر سوء عاقبة القول على الله بغير علم، وتحل بحسن الخلق؛ فإنه من أعظم الجواذب إلى الخير، والاقتداء بالداعي، وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.