السؤال
بفضل الله أنا مؤمن وليس عندي شك بذلك، لكنني عندما آتي ﻷتصور عذاب جهنم أو نعيم الجنة ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم فيها... لا أستطيع تصور ذلك، فهل هذا من قلة الإيمان؟.
بفضل الله أنا مؤمن وليس عندي شك بذلك، لكنني عندما آتي ﻷتصور عذاب جهنم أو نعيم الجنة ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم فيها... لا أستطيع تصور ذلك، فهل هذا من قلة الإيمان؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعدم القدرة على تصور العذاب أو النعيم في الآخرة لا يقدح في الإيمان، فإن ذلك غيب لم نحط به علما، وانظر الفتوى رقم: 125088.
ولكن عدم التصور لا يعني أننا لا ننتفع بعلمنا بذلك، فإن الله أخبرنا بأجناس النعيم والعذاب في الآخرة، وضرب لنا نظائر في الدنيا لنفهم الخطاب فنتحفز على العمل للجنة، والهرب من العذاب، قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في مجموع فتاواه: في قوله: وأتوا به متشابها ـ على أحد القولين أنه يشبه ما في الدنيا وليس مثله، فأشبه اسم تلك الحقائق أسماء هذه الحقائق، كما أشبهت الحقائق الحقائق من بعض الوجوه، فنحن نعلمها إذا خوطبنا بتلك الأسماء من جهة القدر المشترك بينهما، ولكن لتلك الحقائق خاصية لا ندركها في الدنيا ولا سبيل إلى إدراكنا لها، لعدم إدراك عينها أو نظيرها من كل وجه، وتلك الحقائق على ما هي عليه هي تأويل ما أخبر الله به، وهذا فيه رد على اليهود والنصارى والصابئين من المتفلسفة وغيرهم فإنهم ينكرون أن يكون في الجنة أكل وشرب ولباس ونكاح ويمنعون وجود ما أخبر به القرآن. انتهى.
وقال في درء تعارض العقل والنقل: فإنما نفهم مراده الذي أراد أن يفهمنا إياه لما بين ما أخبر به من الغيب، وبين ما علمناه في الشاهد من القدر الجامع الذي فيه نوع تناسب وتشابه، فإذا أخبرنا عما في الجنة من الماء واللبن والعسل والخمر والحرير والذهب، لم نفهم ما أراد إفهامنا إن لم نعلم هذه الموجودات في الدنيا، ونعلم أن بينها وبين ما في الجنة قدرا مشتركاً وتناسباً وتشابهاً يقتضي أن نعلم ما أراد بخطابه، وإن كانت تلك الموجودات مخالفة لهذه من وجه آخر، كما قال ابن عباس: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء. انتهى.
لكن المهم في هذا الباب هو التأثر والخوف من العذاب، والرجاء في النعيم الأخروي، فإذا حصل ذلك فقد حصلت المقصود، وانظر الفتوى رقم: 121592.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني