السؤال
عندي أربعة أطفال، أكبرهم عمره 16عامًا، وأصغرهم 8 أعوام، وزوجتي تعاني من مرض التهاب القولون التقرحي، منذ عام 2001، وتأخذ له أدوية باستمرار، وفي الفترة الأخيرة بدأت معها مشاكل قولونية جديدة، تؤثر على القولون التقرحي، كوجود بعض الأميبا، وغيرها، وبدأنا بعد استشارة الطبيب في تجارب علاجية مختلفة، وفجأة اكتشفنا أن زوجتي حامل، مع أخذها أدوية لا يجوز استخدامها أثناء الحمل؛ فأوقفت الأدوية الجديدة، مع الاستمرار في دواء القولون التقرحى، ومع استشارة طبيب النساء في خطورة استمرار الحمل على القولون؛ لعدم قدرة زوجتي على تناول الأدوية، قال: نستشير طبيب الجهاز الهضمي، الذي قال: إن الأولوية الآن هي علاج القولون، طالما الحمل لم يتعد 45 يومًا، فهل تنهي زوجتي حملها الآن؛ خوفًا من حدوث أي انتكاسات قولونية يصاحبها نزيف شرجي؛ مما يؤدي إلى الضعف العام، وهذا احتمال، وليس يقينًا، حيث إن المرض يهدأ أحيانًا، وينشط أحيانًا أخرى؟ بصراحة الوضع محير جدًّا، ولا نستطيع اتخاذ القرار، ولكن لو لم تكن زوجتي حاملًا، لكانت تناولت أدوية مختلفة، محاولة أن تقضي على ما يسبب نشاط المرض التقرحي، مع العلم أن انتكاسة المرض قد تحدث في أي وقت. وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالراجح من أقوال الفقهاء، أن إسقاط الجنين محرم في أي طور من أطواره، ويتأكد المنع بعد نفخ الروح في الجنين؛ لما في ذلك من قتل النفس التي حرم الله بغير وجه حق، والله عز وجل يقول: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ... الآية {الإسراء:33}، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 103077.
ومع ذلك؛ فإسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه، للحاجة، مباح، وقد ضمنا أقوال أهل العلم في ذلك، في الفتوى رقم: 65114، ولا بأس بالأخذ بالرخصة عند الحاجة، ولرفع الحرج، كما نص على ذلك العلماء، وتجد كلامهم في هذا في الفتوى رقم: 134759. وهذا الذي ذكرناه هنا إنما هو من جهة الحكم العام.
ونحسب أن حالة زوجتك في حاجة إلى مزيد من الاستشارة للأطباء الثقات، وذوي الخبرة، فقد توجد بعض العقاقير بديلة يشار إليها بها، فالأمر في ذلك إليهم، فننصح بعدم التعجل، ولعل هذا الجنين إذا بقي حيًّا أن يجعله الله عز وجل نسمة مباركة، يقر بها عينك، وعين أمه في الدنيا، والآخرة -نسأل الله لكم العافية، والسلامة من كل سوء، وبلاء-.
ونوصيكم بكثرة الدعاء، فرب العزة والجلال أمر به، ووعد بإجابة من دعاه، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 119608.
والله أعلم.