السؤال
ما حكم من يتثاءب في الصلاة أو يعطس هل يقول الحمد لله أو أعوذ بالله وهو يصلي أم في سره أم ماذا؟
ما حكم من يتثاءب في الصلاة أو يعطس هل يقول الحمد لله أو أعوذ بالله وهو يصلي أم في سره أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتثاؤب المتعمد مكروه في الصلاة وفي خارجها إلا أنه في الصلاة أشد كراهة.
ومن أحس به، فليدفعه ما استطاع، وليضع يده على فمه، وليخفض صوته، ولا يعوي عواء الكلب، فإن الشيطان يضحك منه.
فقد روى الترمذي وقال حسن صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه: وإذا قال: آه آه فإن الشيطان يضحك من جوفه، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا قال الرجل: آه آه إذا تثاءب، فإن الشيطان يضحك في جوفه.
ولا بأس أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأنه سبق في الحديث أن التثاؤب من الشيطان، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 75.
وأما العطاس، فهو من الله كما في سبق في الحديث أيضاً، وإذا عطس الرجل فليحمد الله تعالى، سواءً كان في الصلاة أو خارجها، إلا أنه في الصلاة يسر به ولا حرج في الرفع، ولا يشمته أحد من المصلين لما في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلى؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن.
وحمد العاطس سراً في الصلاة هو مذهب الشافعية.
قال النووي رحمه الله: و أما العاطس في الصلاة، فيستحب له أن يحمد الله تعالى سراً، هذا مذهبنا، وبه قال مالك وغيره، وعن ابن عمر والنخعي وأحمد رضي الله عنهم أنه يجهر به، والأول أظهر لأنه ذكر والسنة في الأذكار في الصلاة الإسرار إلا ما استثني من القراءة في بعضها ونحوها. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني