الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلفت أن تقلل من زيارة والد زوجها لجفائه

السؤال

أنا متزوجة منذ 8 سنوات، لم تحدت فيها مشاكل مع أهل زوجي حتى هذا العام، عندما قامت زوجة والد زوجي بقلب زوجها (أي: والد زوجي) عليّ، بحيث أنها استعملت كل وسائلها الشريرة، وهو صدّقها، وأصبحت عندما أذهب لرؤيته يدير وجهه عني، والله لم أحتمل، فقللت زياراتي له. علمًا أنني أذهب اليه وزوجي غائب ومسافر، وهو لا يراعي هذا، مرت الأيام، وبعد جهود عادت المياه إلى مجاريها، ولكن الصراحة كنت أحقد عليه في قلبي حتى الأسبوع الماضي عندما ذهبت إليه عاود نفس الشيء، فحلفت أن أذهب مرة على الأكثر في الأسبوع، فغضب مني زوجي. ماذا أفعل؟ لقد تعبت.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا تجب عليك طاعة زوجك في زيارة والده، فضلًا عن تقليل زيارته، لكنّ طاعتك له في ذلك من كمال حسن العشرة ومكارم الأخلاق، وراجعي الفتوى: 184719.

فبيّني لزوجك ما حصل من والده من الجفوة، واعتذري له عن كثرة زيارته، فإن قبل عذرك، وإلا فلا حرج عليك في تقليل الزيارة، وإذا أردت طاعة زوجك احتسابًا للأجر، وطلبًا للأكمل والأفضل، فلا حرج عليك في الحنث في اليمين، بل الحنث في هذه الحال والتكفير عن اليمين أفضل من البرّ فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير، أو أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني