الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يهجر بيت أهله بسبب تبرج أخته؟

السؤال

أختي متبرجة وتدرس في مكان مختلط، وأبويَّ لا يأمرانها بلبس الحجاب الشرعي، وهما مريضان بأمراض خطيرة، وكلما تكلمت في الموضوع تأبى، وتصبح مشكلة، حيث تتدهور صحتهما ويدخلان المستشفى، ولم أجد حل سوى هجر المنزل؟ فهل يجوز لي ذلك؟.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هجرك للمنزل يتضمن هجرك لوالديك، فلا يجوز ذلك، لا سيما أنه لا يظن أن في هجرهما حلا لما ذكرت، بل ربما أدى إلى مفاسد أخرى كما يظهر من حالهما في السؤال، وعلى ذلك فلا نرى جواز هجرك للمنزل والحال ما ذكرت، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 277681، 270613، 172277، 104492، وإحالاتها.

أما إن كان هجر المنزل إنما يعني هجر أختك، فيشرع لك أن تهجرها إن كنت ترتجي من ذلك مصلحة وإلا فلا، ونوصيك بأن تجتهد في مناصحتها بكل الوسائل الممكنة، لعل الله يهديها، وبين لها خطورة ما هي مقيمة عليه من التبرج والاختلاط، واذكر لها النصوص الدالة على تحريم ذلك والوعيد المترتب على فاعله، وليكن ذلك بلين ورفق فإنه أدعى إلى استمالتها وإصغائها، ولا تمل من مناصحتها وتذكيرها، فإن حقها عليك لما بينكما من الرحم آكد من حق غيرها، فإذا فعلت وبذلت وسعك في ذلك، فقد أديت ما عليك وأبرأت ذمتك، والله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وانظر الفتويين رقم: 63611، ورقم: 139535.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني