السؤال
تعرفت على فتاة ووقعت في حبها وهي كذلك ومع مرور الزمن وقعت في المحذور "الزنا" ولمدة طويلة ففقدت بذلك عذريتها معي ولم يعلم أحد بهذا الأمر ومازلنا على حبنا، ونود الارتباط على سنة الله ورسوله ولكن الوقت غير مواتٍ ماديا..؟
تعرفت على فتاة ووقعت في حبها وهي كذلك ومع مرور الزمن وقعت في المحذور "الزنا" ولمدة طويلة ففقدت بذلك عذريتها معي ولم يعلم أحد بهذا الأمر ومازلنا على حبنا، ونود الارتباط على سنة الله ورسوله ولكن الوقت غير مواتٍ ماديا..؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].فبين الله سبحانه أن الزنا بئس الطريق والمسلك، ونهى عباده عن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه، قال العلماء: قوله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى أبلغ من أن يقول: لا تزنوا. فإن معناه: لا تدنوا من الزنا، ليشمل النهي عن الصداقة بين الرجل والمرأة في غير ظل الزواج الشرعي، والخلوة بها والنظر إليها، ونحو ذلك مما هو ذرائع للوقوع في الفاحشة. والزنا من الكبائر، والأضرار والمفاسد التي تنشأ عنه أكثر من أن تحصى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له. رواه ابن أبي الدنيا. وفي صحيح البخاري -في حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الطويل- قال صلى الله عليه وسلم: ...... فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته ناراً فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة ثم قال له الملكان: ... والذي رأيت في الثقب الزناة. وفي صحيح البخاري أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان كالظلة، فإذا انقطع رجع إليه الإيمان. رواه أبو داود والترمذي والبيهقي واللفظ لأبي داود. وفي مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة قال: إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: أدنه، فدنا منه قريباً، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك، قال: لا والله جعلني فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك، قال: لا والله جعلني فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك، قال: لا والله جعلني فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.فهذه الأحاديث وغيرها تبين لك قبح الزنا وخطورة أمره، فبادر بالتوبة إلى الله واقطع هذه العلاقة المحرمة مع هذه الفتاة وابتعد عنها تماماً، فإن هذه العلاقة الآثمة هي التي أوقعتك وأوقعتها، في ما يسخط الله تعالى واحذرا سخط الله وعقابه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أمة محمد: والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد: والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً. متفق عليه، وراجع للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5707،26237، 26714. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني