السؤال
لماذا أعبد ربا لا يدلني عليه؟ وما الفرق بيني وبين عابد الصنم، الذي إن أخبرناه أن الذي تدعوه لن يجيبك، فتراه تأتيه الحمية لصنمه، ويدافع عن صنمه إلى أن يموت، وأنا أدعو أن يدلني عليه، ولم يعطني قدر أنملة دلالة له؛ لأني وصلت لمرحلة أحتاج فعليا، أريد دلالة، فكل الآلهة في الأديان تقول أنا الخالق الرازق.
فكيف نحكم على أحدهم أنه الحق إلا بأفعاله، وذلك أن يجيب الدعاء، فيريك ما سألت، وهنا تنقطع الشكوك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأدلة وجود الله تعالى، وربوبيته لخلقه، أظهر ما في الوجود سطوعا، بل إن وجوده أثبت من وجود ذواتنا؛ لقطعنا بافتقارها إلى موجد، فصارت هي بذاتها دليلا قاطعا على وجود الخالق سبحانه. وراجع في ذلك، الفتوى رقم: 129287، وما أحيل عليه فيها.
ولا يخفى أن إجابة الدعاء ليست هي البرهان الوحيد على وجود الله تعالى، ومع ذلك، فيكفي لإقامة هذا البرهان، وجوده في الجملة، ولا يشترط أن يقر به كل واحد من الخلق ليصح، وقصص من أجاب الله دعاءهم، لا تكاد تحصى، ولا يكاد يخلو بلد من أمثلة مشهور في هذا الباب، ناهيك عن القصص المأثورة، والحكايات الثابتة في كتب الآثار والتاريخ. وحسبك أن تراجع كتابي الحافظ ابن أبي الدنيا: (الفرج بعد الشدة) وكتاب (مجابو الدعوة). وكذلك كتاب (الفرج بعد الشدة) للتنوخي.
ومن الكتب المعاصرة، المفيدة في هذا الباب، كتاب: (من عجائب الدعاء) لمؤلفه: خالد الربعي، ففيه قصص لقوم دعوا اللهَ، فَاسْتَجاب لَهُمْ، مِن المُتقدِّمينَ والمُعاصِرين.
ثم راجع ما أجبناك به قبل ذلك، في الفتوى رقم: 327118.
والله أعلم.