السؤال
يقال من حرم المُداراة حرم التوفيق، كيف السبيل إلى ذلك، جزاكم الله خيراً، لأني لا أستطيع الكذب وصدقي جرني إلى متاهات كبيرة؟
يقال من حرم المُداراة حرم التوفيق، كيف السبيل إلى ذلك، جزاكم الله خيراً، لأني لا أستطيع الكذب وصدقي جرني إلى متاهات كبيرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالمداراة هي ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا، و قال الحافظ ابن حجر نقلاً عن ابن بطال: المداراة هي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم، في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة. انتهى من الفتح. وعلى هذا فالمدارة مندوب إليها محمود صاحبها، وقد فسر قول الله ت عالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَة. أي الفحش والأذى بالسلام والمداراة، وبوب الب خاري باباً في صحيحه فقال: باب المداراة مع الناس، ويذكر عن أبي الدراداء: إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم. انتهى. ومما تقدم تعلم أن الكذب ليس له دخل في المداراة فالمداري لا يكذ ب في قوله، وإنما يلين القول ويترك الإغلاظ والشدة، وكذلك يجب التفريق بين المداراة والمداهنة، فالمداهنة محرمة وهي معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنك ار عليه، بينما المداراة الإنكار عليه والنهي عن فعله بلطف القول والفعل ولا سيما إ ذا احتيج إلى تألفه، وقال القرطبي: المداراة بذل الدنيا لصلاح الدين والدنيا، والمداهنة بذل ال دين لإصلاح الدنيا. انتهى من كلام ابن بطال. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني