السؤال
عانيت كثيرا من الوسواس، وبدأ يتدرج مني ابتداء من وسواس الوضوء، والشعور بخروج البول، وعافاني الله منه، الحمد لله، وبعدها أصابني وسواس نزول المني، فأي منظر أراه، أشعر بنزوله، وأصبحت أخاف من الخروج، وأثناء تلك الفترة رأيت حلما أني أرى شابا، وتبادلنا النظرات، وعندما استيقظت رأيت على فخّذي ماء كثيرا لزجا، وفكرت في أنه المني، وشعرت أن هذا من الوسواس، وقررت أن أغلق الباب في وجهه، وتجاهلت الموضوع، وأيضا كنت مرتدية ثوبا ثقيلا، والوجه بارد قليلا، وفكرت في أنه عرق، فأنا أحيانا ينزل مني مثل الماء عندما أعرق.
والآن بعد سبعة أشهر عندما شفيت منه، ولكن بقيت وساوس أخرى، بدأت أرجح أنه مني، وبدأ القلق يأكلني، فمريض الوسواس لا يستطيع التمييز وقتها.
فماذا أفعل هل أأثم لعدم اهتمامي بالموضوع، فأنا لم أر صفاته، وتجاهلته، وصيامي وصلاتي تلك الفترة هل أعيدهما؟
أرجو الرد سريعا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يشفيك مما تعانيه من وساوس, وشكوك, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجعي للفائدة، الفتوى رقم: 3086.
وبخصوص ما حصل لك من الوسوسة في نزول المني, فإنه لا يوجب الغسل, فإن الأصل هوعدم حصول ذلك، فيستصحب هذا اليقين، ولا يزول بمجرد الشك.
ومن الأدلة على ذلك أنه: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا. متفق عليه.
قال النووي -رحمه الله-: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي: أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشكّ الطارئ عليها. فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث، وهي: أن من تيقن الطهارة، وشك في الحدث، حكم ببقائه على الطهارة. انتهى.
كما أن الشك في نزول المني أثناء الصيام لا يبطله, كما سبق في الفتوى رقم: 304258
وبهذا تعلمين أنه لم يلزمك غسل, ومن ثم؛ فجميع صلواتك التي أديتها صحيحة, ولا إعادة عليك, وكذلك صيامك صحيح, ولا قضاء عليك, ولا تأثمين بعدم الاهتمام بموضوع الوسوسة, فإن الإعراض عن الوساوس هو الذي ينبغي؛ لأنه علاج نافع لها بإذن الله تعالى.
والله أعلم.