السؤال
استفساري هو: في كل شهر تأتي الدورة، لا بد أن أجلس 15 يوما أنتظر، أوسوس هل انتهت أم لا؟ علما بأن الدم ينقطع من اليوم السابع، وتبدأ إفرازات: مرة بيضاء، ومرة صفراء -أكرمكم الله- وبعد الغسل أقضي الأيام التي شككت فيها، وغالبا تصل إلى 9 أيام، ويشق علي الأمر. لكن لا أستطيع أن أوسوس طول اليوم.
أعاني من الوسواس منذ أربع سنين تقريباً. ومنذ ثلاثة أشهر تقريبا عزمت على ألا ألتفت للوسواس. وبعد انقطاع الدم، جلست أنتظر الإفرازات، إلى أن أصبح لونها طبيعيا، واغتسلت من اليوم 12 وصليت.
وفي هذا الشهر انتظرت إلى اليوم 10 و11، وكان هناك جفاف مع نزول إفرازات عادية، واغتسلت في اليوم 12، وقضيت الصلوات في الصباح. وعند ذهابي للوضوء، عند أذان الظهر، لاحظت أن ملابسي -أكرمكم الله- فيها شيء أصفر مثل البول، وإفرازات صفراء بكمية، ونزلت على ملابسي الخارجية أيضا.
ما تفسيركم -جزاكم الله خيرا- هل أغتسل مرة أخرى، أو أكمل صلاتي؟!
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين، إما: الجفوف، وضابطه أن تدخل القطنة الموضع، فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم، أو صفرة أو كدرة، وإما القصة البيضاء.
فأي العلامتين رأت أولا، وجب عليها أن تغتسل، ثم لا تبالي بعد ذلك بما تراه من إفرازات صفراء، أو من الكدرة؛ لأنها لا تعد والحال هذه حيضا، وانظري الفتوى رقم: 118817.
وعلى هذا، فما رأيته من صفرة بعد اغتسالك، لا يعد حيضا، وانظري الفتوى رقم: 134502.
وننصحك بترك الوساوس، والمبادرة بالاغتسال فور تيقن الطهر برؤية إحدى العلامتين السابقتين، ثم لا تلتفتي إلى ما ترينه بعد ذلك، ويسعك الأخذ بقول من لا يرى الصفرة والكدرة حيضا مطلقا، وهو اختيار ابن تيمية، ما دمت مصابة بالوساوس؛ فإن للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال، على ما ذكرناه في الفتوى رقم: 181305.
وبه تعلمين أن ما كنت تفعلينه قبل من الانتظار خمسة عشر يوما، وترك الصلاة بعد رؤية الطهر؛ للشك في حصوله. كل هذا خطأ، بل عليك أن تبادري بالاغتسال فور رؤية الطهر -كما ذكرنا- ولا تنتظري شيئا من الوقت، وعليك فيما يستقبل أن تعملي بما ذكرناه لك من الأحكام، طارحة الوساوس، معرضة عنها لكي تتخلصي من هذا العناء.
والله أعلم.