السؤال
هل الاغتسال يكفر الذنوب؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الاغتسال مطهرة من الذنوب والخطايا، والأحداث، جاء في تفسير الطبري عند قول الله تعالى: وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ {المائدة:6}، قال: وَلَكِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ أَنْ يُطَهِّرَكُمْ بِمَا فَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْوُضُوءِ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَالْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَالتَّيَمُّمِ عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ، فَتَنَظَّفُوا، وَتَطَهَّرُوا بِذَلِكَ أَجْسَامَكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ. اهـ.
وقال البغوي: لِيُطَهِّرَكُمْ، مِنَ الْأَحْدَاثِ، وَالْجَنَابَاتِ، وَالذُّنُوبِ. اهـ.
وروى مالك في الموطأ، وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه؛ خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه؛ خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه؛ خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيًّا من الذنوب.
فإذا كان الوضوء الذي هو التطهر من الحدث الأصغر يكفر الذنوب؛ فإن الاغتسال للتطهر من الحدث الأكبر من باب أحرى.
وقال صلى الله عليه وسلم: من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، فدنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها. رواه أحمد وغيره، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح، ورجاله ثقات، رجال الصحيح.
وجاء في التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ للصنعاني: وقد روى ابن أبي شيبة: "إذا أجنب أحدكم من الليل، ثم أراد أن ينام فليتوضأ؛ فإنه نصف غسل الجنابة" .. وفيه أنه يرفع الحدث عن أعضائه، وقد يقال: المراد أنه يؤجر أجر نصف الاغتسال. اهـ.
وعلى ذلك؛ فإن الاغتسال لرفع الحدث، أو لحضور الجمعة، يكفر الذنوب، وهي الصغائر، كما قال النووي: والمراد بالخطايا: الصغائر دون الكبائر.. كما في الحديث الآخر: ما لم تغش الكبائر. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني